سلام المسيح معكم ومرحبا بكم

سلام رب المجد يسوع المسيح فليكون معكم امين

اهلا ومرحبا بكم فى مدونة الطريق الحقيقى المدونة الرسمية لجروب الطريق الحقيقى على الفيس بوك

2010-05-12

ادعائات باطله حول كتابنا المقدس

ادعاءات باطلة ضد الكتاب المقدس والرد عليها 
ادعاءات باطلة ضد الكتاب المقدس والرد عليها
أصدر الأزهر كتابا للأستاذ الجليل الدكتور محمد عمارة الذي اعتاد أن يوجه طعنات متتالية للكتاب المقدس والمسيحية والمسيحيين وذلك من خلال جريدة الأخبار القومية التابعة للدولة ، والكتاب بعنوان " ملاحظات علمية علي كتاب المسيح في الإسلام للدكتور "ميشال الحايك " . وقد وزع الكتاب كهدية مجانية مع مجلة الأزهر في شهر مارس الماضي . وكعادته خرج سيادته عن مضمون الكتاب ليفرغ جرعه من الافتراءات الظالمة ضد الكتاب المقدس ، ولكي نكون عمليين وحتى لا نفعل مثلما يفعل سيادته ، سنقوم بنعمة الرب بالرد على ما تصوره - وما تصوره غيره من الكتاب الذين ينقلون من بعضهم ومن كتب قديمة سبق الرد عليها - إنه تناقضات ، لعلنا بذلك نضيء شمعة بدلا أن نلعن الظلام .من الذي حمل الصليب .. السيد المسيح أم القيرواني ؟يقول الدكتور المبجل محمد عمارة في صفحة 58: أين التواتر .. ومؤلف هذا الكتاب يذكر " فأخذوا المسيح وأخرجوه وحملوه الخشبة التي صلبوه عليها . هذا في إنجيل يوحنا . فأما متى ومرقس ولوقا فيقولون : وضعوا الخشبة علي عنق رجل قرناني - وهوسمعان القيرواني - " ويضيف في صفحة 58 ، 59 [يكفي أن نشير - مجرد إشارات - إلى نماذج من التناقضات والاختلافات التي حفلت بها هذه الأناجيل في واقعة القتل والصلب . ففي إنجيلي متى ومرقس : إن الذي حمل الصليب هو سمعان القيرواني (متى 27 : 32 ومرقس 15 : 21 ، 22 ) بينما نجد إنجيل يوحنا يذكر أن المسيح هو الذي حمل الصليب (يوحنا 19 : 17) للرد بنعمة الله نقول: من قوانين الرومان أنه إذا حكم على مذنب بالإعدام، ألزموه أن يحمل صليبه ، فالمسيح بموجب هذا القانون حمل صليبه إلى محل الصلب، ولنقرأ معا الآيات التي أشار إليها الدكتور المؤلف بعد أن نضعها مع قريناتها من الآيات السابقة واللاحقة والتي حذفها الدكتور المبجل ليوهم القارئ البسيط أن هناك تناقضا زائفا ..تحدث الدكتور عن[إنجيل متى 27 : 32 ] " وفيما هم خارجون وجدوا إنسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه" ولكن سيادته أغفل الآية السابقة وهي [ متى 27 : 31 ] والتي تقول "وبعدما استهزأوا به (السيد المسيح ) نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب . . أي أن سيادته يدرك أن الذي سيحمل الصليب ويصلب هو السيد المسيح .وتحدث سيادته أيضا عن [ إنجيل مرقس15 : 21 ، 22 ] "فسخروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو ألكسندروس وروفس ليحمل صليبه "ولكن سيادته اغفل الآية السابقة وهي [ مرقس 15 : 20] والتي تقول " وبعدما استهزأوا به ( السيد المسيح ) نزعوا عنه الأرجوان وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه" . أي أن سيادته يدرك أن الذي سيحمل الصليب ويصلب هو السيد المسيح .ونضيف أيضاً ما أغفله السيد الدكتور المبجل لكي يشكك البسطاء وهو ما جاء في [إنجيل لوقا 23 : 26 ] "ولما مضوا به ( السيد المسيح ) أمسكوا سمعان رجلاً قيروانيا كان آتيا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع " أي أن سيادته يدرك أن سمعان القيرواني كان يحمل الصليب الذي كان يحمله السيد المسيح ولكن كان السيد المسيح يحمله في المقدمة ، بينما يساعده القيرواني فيحمل مؤخرة الصليب .كما نذكر ما استشهد به الدكتور من [إنجيل يوحنا 19 : 16 - 19 ] "فحينئذ أسلمه إليهم ( بيلاطس ) ليصلب ، فأخذوا يسوع ومضوا به ، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة ، حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا ويسوع في الوسط ".إن كل الآيات السابقة توضح أن السيد المسيح حمل الصليب ، ولكن الرومان سخروا رجلا قيروانيا اسمه سمعان ليساعده في حمل الصليب ، لا شفقة منهم ، بل لأنهم خشوا أن يموت قبل أن يعلق علي الصليب .وتتفق الآيات السابقة في أن الرومان بعدما مضوا بالسيد المسيح أمسكوا رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، وسخّروه في مساعدة السيد المسيح بعدما ضعفت قواه الجسدية فوضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع الذي حمل الصليب على كتفه كالعادة ، لأنه قال: وضعوه عليه ليحمله خلف المسيح فقد حمله سمعان كما أن المسيح حمله أيضاً، فلا تعارض بين القولين ، فهل أصبحت الإجابة واضحة أم نقول كمان ؟؟ !!عدد اللصوص الذين صلبوا يقول الدكتور المبجل في ص 59 من كتابه " كذلك تختلف هذه الأناجيل المشهورة في عدد اللصوص الذين صلبوا معه ففي [ مرقس 15 : 27 ، 32 ] إنهما لصان . وفي لوقا [39: 23 ـ 43 ] لص واحد .للرد بنعمة الله نقول : يجب أن نعود إلى النصوص التي أوردها الكاتب المبجل لنري التزييف المتعمد ، ففي مرقس 15 : 27 ، 32 كما ذكر سيادته إنهما لصان . وفي لوقا 23 : 39 ـ 43 لم يكن لص واحد كما ادعى سيادته بل لصان أيضا وإلى القارئ الحبيب النص الذي استشهد به سيادة الدكتور المبجل .جاء في لوقا [ 23 : 39 ـ 43] " وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا . فأجاب الآخر وانتهره قائلا أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه . أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا ، وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله "إن طفل المرحلة الابتدائية إذا قرأ هذه الآيات التي تصور حوارا بين اللصين يدرك أن عدد المعلقين علي الصليب مع السيد المسيح هما لصان ، فكيف يدعي كاتب كبير بجريدة الأخبار القومية ، وعضو مجمع البحوث الإسلامية في كتاب يصدره له الأزهر ، إنه لص واحد ؟ لا تعليق اختلافات مزعومة في مشهد الصلبيقول الكاتب المبجل " اختلفت هذه الأناجيل فيما قاله المسيح وهو على الصليب .. ففي [ مرقس 15 : 34 ] " وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إلوي إلوي لم شبقتني ، والذي تفسيره : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ " . وفي [ لوقا 23 : 46] "ونادي يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي ، ولما قال هذا أسلم الروح " . بينما نجد خلافاً ثالثاً في رواية هذه الواقعة ، عند يوحنا [ يوحنا 19 : 30 ] " فلما أخذ يسوع الخل قال : قد أكمل . ونكس رأسه وأسلم الروح " ! .ويضيف الدكتور المبجل قائلاً : فإذا كانت الأناجيل المشهورة قد اختلفت في هذه الاختلافات الكثيرة والجوهرية في رواية هذه الجزئية المحددة من مشهد الصلب .. فإن ما جاء في الأناجيل من اختلافات وتناقضات حول وقائع هذا الحدث ومشاهده يقطع بأنه لا علاقة لهذه الروايات وهذه النصوص بأي لون من ألوان التواتر، حتى لو كان واهياً؟!للرد بنعمة الله نقول : لقد تكلم السيد المسيح وهو على الصليب أكثر مما ذكر الكاتب المبجل فقد تكلم سبع مرات وليس ثلاث ، ولا يوجد بينهم تناقض إلا لدى من يرون أن الشمس تشرق من الغرب وإنها تغرب في الشرق .. ولو نظرنا إلى الكلمة الأولي نجدها تحمل صفحا عجيباً للذين عاملوه ولا يزالون يعاملونه بقساوة ووحشية ، لقد قال " يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" [لوقا 23: 34]، وقد تنبأ إشعياء النبي عن هذه الكلمة قائلاً " سكب نفسه للموت وأحصى مع أثمه وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين " [ إشعياء 53 : 12].الكلمة الثانية : ونجدها تحمل غفران عجيب حيث قال للص المصلوب معه " اليوم تكون معي في الفردوس " [لو23 : 43 ] ، وقد أتم السيد في هذه الكلمة نبوة إشعياء التي اشرنا إليها.الكلمة الثالثة : ونجدها تحمل عناية عجيبة " يا امرأة هوذا ابنك .. هوذا أمك" [يوحنا 19 : 26 ، 27 ] لقد كانت العذراء تتألم . " وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة " [ لوقا 2 : 35 ] . وقد أتم السيد المسيح في هذه الكلمة نبوة سمعان الشيخ [ لو2 : 35] الكلمة الرابعة : ونجدها تحمل ترك عجيب ، حيث قال " إلهي إلهي لماذا تركتني " ، وقد يتعجب البعض قائلين : كيف يصرخ ابن الله ويقول هكذا "إلهي" ولا يقول "أبي" ، نعم فكما أنه لم يولد ويعتمد ويجوع ويعطش لأجل نفسه لكن لأجلنا ،هكذا صراخه إلى الآب "إلهي إلهي" كان لأجلنا ونيابة عنا . وقد ذكر السيد المسيح في هذه الكلمة ما جاء في [ المزمور 22 ] حرفيا .الكلمة الخامسة : ونجدها تحمل احتياج عجيب حيث قال " أنا عطشان [ يو19 : 28] . وبهذه الكلمة أتم ما جاء في [ المزمور 69 : 21 ] ، حقا هو عطشان لكل النفوس التي لا تعرفه والتي لم تتب ! الكلمة السادسة : ونجدها تحمل نصرة عجيبة حيث قال " قد أكمل " [ يوحنا 19: 30] وبهذه الكلمة أتم ما جاء في [ المزمور 32 : 31] الكلمة السابعة : ونجدها تحمل موت عجيب " يا أبتاه في يديك استودع روحي" [ لوقا 23 : 46 ] وفي هذه الكلمة إتمام لما جاء في [ المزمور 31 : 15 ] من هنا يتضح انه لا خلافات ولا تناقضات بين آيات الكتاب المقدس الخاصة بواقعة الصلب الا في مخيله الدكتور المبجل ، وليطمئن سيادته فإن أطفال الكنيسة يدركون جيدا معاني الكتاب المقدس التي سبق وأعلن الوحي الإلهي انه أخفاها عن الفهماء والحكماء وأعلنها للأطفال الأنقياء البسطاء .قواعد لتفسير الكتاب المقدسأن التناقضات التي يدعيها غير الدارسين والمغرضين فضلاً عن كونها سطحية فإنها تتبدد حال التأمل فيها قليلا فإن الذي جعلهم يعثرون بها هو جهلهم بالقواعد التي ينبغي أن يقف عليها من يتعرض لتفسير الكتاب المقدس. ولفهم المعني التصحيح لذلك رأيت أن أذّكر ببعض القواعد التي يجب مراعاتها عند التفسير:ـ أن معنى الكتاب البسيط الواضح هو في الغالب المعني الصحيح.ـ يجب الاعتناء الكلي بملاحظة المعني الشائع للألفاظ، الذي يقوم بالاصطلاح العام المشهور في العصور التي كتبت فيها الأسفار الإلهية دون غيرها من العصور .ـ لا يصح تفسير يخالف قواعد لغات الكتاب الأصلية أو اصطلاحاتهما (اللغة العبرانية واللغة اليونانية).ـ في تفسير الكتاب المقدس يجب النظر إلى العلاقات التاريخية التي فيه واعتبارها كل الاعتبار .ـ لا يجوز لمفسر أن يضاد نسبة الإيمان أي لا يجوز تفسير آية ملتبسة تفسيرا يضاد العقائد الشهيرة المثبتة المتفق عليها الواضحة من آيات آخر .ـ إذا احتلمت آية أكثر من معنى رجح المعنى الأقرب إلى قصد الكاتب ووحدة التعاليم .ـ لا يفسر قول منقطعاً عن سياق الكلام أو مضادا له ولذلك يجب ملاحظة القرينة جيدا علي الدوام .ـ لا يصح تفسير يؤدي إلى ما يضاد القصد العام للكتاب .ـ إذا عبر عن تعليم أو حادثة بطرق مختلفة لزم تفسيرها أمران. الأول إقامة المطول ركنا لتفسير المختصر والثاني اعتبار الأوضح تفسيراً للمبهم .ـ إذا ترك في عبارة تعليم أوضح في غيرها وجب تفسيرها بما يوافق ما ترك .ـ لا يجوز أن نبني تعليما علي جملة غير كاملة .ـ لا يجوز أن نبني برهانا ولا نستنتج تعليما أو عبارة إلا بعد فهم معناها لئلا نضل عن سواء السبيل .ـ لا يقبل تفسير يخالف نص الكتاب الصريح .ـ لا يجوز أن نخالف حكم العقل السليم في تفسيرنا الكتاب المقدس .ـ معرفة أصول علوم المنطق والبلاغة .ـ الوقوف علي ما استكشفه العلماء حديثا وما وصلت إليه أبحاثهم في الطبيعة ـ معرفة أن في الكتاب مجازا وشعرا ورموزا ونبوات .فمن كان له إلماماً بهذه القواعد لا يجد مهما أجهد ذاته تناقضا ولو بسيطاً في كلام الله، أما الذين ادعوا بوجود المتناقضات فقد جهلوا هذه القواعد كما سنوضح فيما بعد.والي اللقاء في العدد القادم إن شاء الرب وعـشنا مع باقة أخري من الاعتراضات المزيفة، سواء لهذا الكاتب المبجل، أو لغيره من الأفاضل والرد عليها . القمص مرقس عزيز خليل
حوار مع معترض (2)القمص مرقس عزيز خليلقال: ألست معي أنه من الأمور المخجلة أن تذكر التوراة والإنجيل أن الله تكلم وسمع وكتب بإصبعه وحزن وندم وما أشبه ذلك ,, فما ردكم علي ذلك ؟ قلت: لإزالة ما بقلوب إخوتنا من الشك نذكرهم بأقوال القرآن المشابهة لذلك و منها:" وهل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلّي آتيكم منها بقبس أو أجد على النّار هدىً فلمّا أتاها نودي يا موسى إنّي أنا ربّك "( سورة طه 20 :9 12 ).. ,"اللّه نور السّماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكب درّيّ " ( سورة النور 24 :35 ) .. , " يد اللّه فوق أيديهم" ( سورة الفتح 48 :10 ) .., " وقال - إبراهيم - إنّي ذاهب إلى ربّي سيهدين " ( سورة الصافات 37 :99 ) .. , " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى اللّه ورسوله " ( سورة النساء 4 :100 ) .. , " بل رفعه اللّه إليه " ( سورة النساء 4 :158 ) .. , " وإلى اللّه ترجع الأمور " ( سورة البقرة 2 :210 ) .. , " ثمّ استوى على العرش " ( سورة الأعراف 7 :54 ) .. , " ثمّ استوى إلى السّماء " ( سورة البقرة 2 :29 ) .. ," ا لّذي خلق السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ثمّ استوى على العرش " ( سورة الفرقان 25 :59 ) .. ," إنّي متوفّيك ورافعك إليّ" ( سورة آل عمران 3 :55 ) .. , " ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام"( سورة الرحمان 55 :27 ) .. ," كلّ شيء هالك إلاّ وجهه "( سورة القصص 28 :88 ) .. , و قد نسب إلى الله في القرآن الحب والغضب والرضى وهي من الانفعالات النفسية والتحسر أيضاً والنسيان " فاليوم ننساهم كما نسوا " ( سورة الأعراف 7 :51 ) .. ," يا حسرةً على العباد " ( سورة يس 36 :30 ) .. , لو أخذت هذه الآيات السالفة على ظاهرها لالتزمت أن تقرّ أن الله تمثل بالنار أو كان فيها, وإن قلت إن الله لم يكن النار أو فيها , بل كانت لهداية موسى إلى أمر , قلت إن آخر الآية فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوىً يناقضك ويثبت مدعاي , وإن تقر أن الله نور وأن هذا النور كمشكاة وأن المشكاة ضمنها مصباح إلخ , وهذا ما يعبر عنه بالحلول والحصر , وهكذا تلتزم أن تقر أن لله محلاً ووجهاً إلى غير ذلك , وهذا ما لا يسلم به مسلم.هل الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في العالم؟ قال: إذا كانت المسيحية عظيمة جدا كما تقولون, لماذا نجد الإسلام أكثر الأديان انتشارا في العالم؟ قلت: أولاً علينا أن نفترض أن الإسلام هو اكثر الأديان انتشارا. لأنه ليس هناك أي دليل علمي لإثبات وجهة النظر هذه. فمن المحتمل مثلاً أن يكون الإلحاد هو أكثر الممارسات شيوعاً في العالم.ــ إن انتشار الإسلام في السنوات الأخيرة قد تزامن مع اكتشاف البترول في الدول الإسلامية.فقد استخدمت ملايين الدولارات من عائد البترول في نشر الإسلام. واستخدمت هذه الأموال في بناء الجوامع، وطباعة الكتب والمنشورات وشراء البرامج التلفزيونية والإذاعية.بالإضافة إلى أن هذه الأموال قد استخدمت للمساعدات المادية لكل من يقبل الإسلام أو يساند المجموعات الإسلامية المتطرفة الذين يشنون حرب الجهاد ضد من يسمونهم كفاراً. ــ إن كثرة عدد الذين يتبعون الإسلام ترجع أيضاً لأنه ديانة تعطي للإنسان مزيداً من الفرص للتمتع بمتع هذا العالم , و هناك من يسعون الي ذلك أكثر من سعيهم الي التضحيه من أجل الأبدية.ــ لم تدعى المسيحية يوماً أنها ديانة الجماهير، ولكنها كانت دائماً للأقلية من الجادين في البحث عن الحقيقة. قال يسوع "لأنه واسع هو الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه"(متى 7 :13، 14). لاحظ هنا أن الطريق المؤدي إلى الهلاك متوفر للكثيرين للسير فيه. وعلى النقيض أن الطريق الضيق لا يمكن أن تجده بسهولة ولابد أن يقرر الشخص البحث حتى يجده. إن الناس ينتفعون من الطريق الواسع في حين أن الطريق الضيق يضحي الناس من اجل الوصول إليه. ــ المسيحي يتزوج من واحده و المسلم يتزوج بأكثر من امرأة و بالتالي ينجب عدد أكثر مما ينجبه المسيحي .لماذا ترفضون الإيمان بأنبياء بعد المسيح؟قال: لماذا يرتكز إيمان المسيحيين على شخص المسيح وعلى الإنجيل فقط؟ و لماذا يرفضون الإيمان بأنبياء بعد المسيح ؟قلت : كان مرجع الذين آمنوا بالمسيح ودافعهم القوي على الإيمان به هو ما قرءوه بأنفسهم في كتب الأنبياء الأولين، حيث وجدوا فيها الإشارات التي تنطبق على المسيح. فلم يكن سبب إيمانهم به هو انبهارهم بمعجزاته بل كان إيمانهم به مبنيا على منطق وحي الله الصادق والمعصوم الذي أعطاه من قبل وحفظه لنا إلى الآن كبرهان على صدقه وقدرته عز وجل، وهو برهان لا يتيح عذرا لرافض أو غير مؤمن. ولنفس السبب فإن المؤمنين بالمسيح لا يتبعون أي نبي آخر إلا إذا وجدوا من النبوات في كتبهم ما يشير إليه. خاصة وقد حذرهم المسيح من أنه سيأتي من بعده أنبياء كذبة كثيرون، بعضهم سيغلب بمكر والبعض بالقوة. وللمسيحيين أيضاً أسبابهم التي تجعلهم يثقون في عصمة الإنجيل والتوراة الذي بين أيديهم. قال: لماذا لا يؤمن المسيحيون واليهود بمحمد بينما تنبأ الإنجيل والتوراة عن مجيئه؟ قلت : يقول المسلمون أن هناك إشارات كثيرة في العهد القديم والجديد تشير إلى محمد. ولكن عندما ندقق جيدا في هذه الإشارات نجدها لا تتفق مع صفات محمد. بل تشير إلى المسيح أو إلى الروح القدس وكمثال:في العهد القديم:" تذكرون ما جاء في ( تثنية 18 : 15، 18) "يقيم الرب إلهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به" لا يمكن أن يكون هذا إشارة إلى محمد. لأنه من نسل إسماعيل، ولم يعتبر اليهود أن نسل إسماعيل هم إخوة. وتنطبق هذه الصفات على السيد المسيح . فقد كان المسيح يهودياً مثل موسى النبي , و لم يكن محمد يهودي. ولم يترك الرسول بطرس مجالاً للشك في حقيقة أن هذه النبؤة تنطبق على المسيح.( أعمال 3 : 20- 26).في العهد الجديد: تذكرون ما جاء في (يوحنا 15: 26). "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الاب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضاً". يقول المسلمون أن ترجمة كلمة "المعزي" في اليونانية تعني "المحمود"، وهذا إشارة إلى محمد. وفي الحقيقة هناك كلمة مشابهة في النطق التي تعني "المحمود". ولكن الكلمة المستعملة في الإنجيل تختلف وهى تشير إلى الروح القدس، وترجمت إلى كلمة " المعزي". الروح القدس هو روح ، أما محمد فهو جسد. أرسل الروح القدس إلى الرسل ولكن محمد جاء بعد ستة قرون من موت الرسل. كما قيل أن الروح القدس سيسكن في الرسل ( يوحنا 14: 17) . بينما أن محمداً لم ير الرسل أبداً. وقيل أن العالم لن ير الروح القدس وعلى العكس من ذلك أن الناس قد رأوا محمد. للمزيد انظر كتابنا (استحالة تحريف الكتاب المقدس).العنف في القرآن والكتاب المقدس قال: لماذا ينتقد المسيحيون العنف في القرآن، في حين أن الكتاب المقدس ملئ به؟ - قلت: يذكر العهد القديم بعض أعمال العنف التي ارتكبها الإنسان ضد أخيه الإنسان أو الملوك ضد الملوك الآخرين. ولكن كان هذا ضد إرادة الله وبالإضافة إلى أن الله قد عاقب المعتدي.ــ هناك نوع آخر من العنف في العهد القديم وكان بمثابة عقاب من الله ضد الأمم الشريرة. هذه الشعوب قررت عصيان الله، وغواية شعب الله لارتكاب الإثم ليفسدوا الأرض وينجسوها.والسبب في أن الله أراد أن يتخلص منهم هو لأجل احتواء الشر حتى لا يتلوث المجتمع وإيقاف الشر من الانتشار في نسلهم. أحياناً كان الله يتعامل مباشرة مع الشر كما كان الحال في الطوفان في أيام نوح وحرق سدوم وعامورة. وفي بعض حالات أخرى كان الله يأمر شعبه أن يتخلصوا من الشعوب الشريرة. والجدير بالذكر أن حكم الله جاء بعد فترة أربعمائة عام من الانتظار ( تكوين 15). وفي خلال هذا الوقت أعطاهم الله الفرصة تلو الأخرى حتى يتوبوا ولكنهم فضلوا أن يستمروا في شرهم حتى امتلأ كأس شرورهم.ــ يأتي العهد الجديد بمفهوم جديد يبني على النعمة. حيث بنيت تعاليم المسيح على أساس التسامح. ومثالا على ذلك عندما أحضر اليهود له المرأة الخاطئة طالبين بأنها يجب أن ترجم ولكن يسوع أعطى المرأة فرصة ثانية قائلا لمتهميها "من منكم بلا خطية فليرمها بحجر أولا".وقد علمنا السيد المسيح ألا نقاوم الشر بل ندير الخد الآخر. وفي موقف آخر انتهر يسوع بطرس عندما استخدم السيف. وأيضا عندما طلب تلاميذ المسيح يوحنا ويعقوب أن ينزل نارا من السماء حتى تهلك القرية التي لم تستقبله، فالتفت إليهم يسوع و انتهرهما قائلا"لستما تعلمان من أي روح أنتما لان ابن الإنسان لم يأت ليهلك انفس الناس بل ليخلص" .العنف الذي يرتكب باسم المسيحيةقال : وماذا عن العنف الذي يرتكب باسم المسيحية،مثل الحروب الصليبية والحروب في البلقان الخ؟قلت : على الرغم من أن هذا العنف قد تم تحت اسم المسيحية، إلا أن المسيحية لا توافق عليه. ولأن احتلال الصليبيين للقدس لم يكن من الله، لذلك انتهى بالهزيمة، فهذه الأرض ليست لهم. المسيحية ديانة روحية مسالمة لا تشجع على احتلال الأراضي ولا على السيادة السياسية على أي شعب. بالإضافة إلى أن أي شخص إذا ادعى أنه مسيحي ثم ارتكب أعمال وحشية فإنه ليس بمسيحي. إن ثمار أي شجرة تعلن عن نوعها. إن ثمار الروح المسيحية هي " محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف".- كانت حرب البلقان هي حرب عرقية وليست دينية، لأنها قامت بين مجموعات عرقية حدث أنها تنتمي إلى المسيحية والإسلام.إنه صراع قديم وكل من الطرفين قد ارتكبوا أعمال وحشية ضد الآخر على مر عصور التاريخ. أن المسيحية لا تعترف بالأعمال الوحشية التي ارتكبت بمن يدعون أنفسهم انهم مسيحيين. وقد شجب المسيحيون في مختلف أنحاء العالم العنف ضد المسلمين . كما أن غالبية الدول المسيحية لعبت دوراً فعالاً في وقف العنف وحماية المسلمين. - وعلى العكس من ذلك فإن حكومة السودان تشن حرب إبادة ضد المسيحيين في جنوب السودان . هناك أكثر من 2 مليون قد قتلوا، والآلاف النساء والأطفال بيعوا كعبيد. وعلى الرغم من هذا لم نر دولة إسلامية تقدمت لمساعدة هؤلاء الضحايا. (للحوار بقايا)
حوار مع معترض (3)

القمص مرقس عزيز خليلنستكمل الحلقة الثالثة من حوار مع معترضقال: كيف تنادون بالإنجيل بينما الإسلام نسخ (ألغى) كل الديانات التي سبقته؟ وأيضا كل نبي في أيام موسى وبعده, كان على شريعته وتابعا لكتابه وكل نبي في زمن المسيح وبعده كان على شريعته وتابعا لكتابه, إلى زمن محمد . أما شريعة محمد فلن تنسخ إلى يوم القيامة.قلت : أنا أشكرك علي تساؤلاتك ويسعدني أن أبني جسراً من التفاهم بيننا. وأحب أولاً أن أوضح المقصود بكلمة "نسخ": النسخ في اللغة هو إبطال الشيء وإقامة شيء آخر مقامه. و القول بنسخ دين المسيح هو قول باطل لا يسنده قول قرآني, ولا حديث إسلامي. بل بالعكس، هناك براهين كثيرة عن استمرار المسيحية وتعاليمها, ففي سورة المائدة 86 " يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل. ولم يقل ".. حتى تقيموا القرآن". وفي المائدة 74 " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه . ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" ولو كان الله يريد نسخهما بالقرآن , لما قال في سورة المائدة 34 "وكيف يحكمونك وعندهم التوراة, فيها حكم الله" . وفي سورة يونس49 " فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك". و في سورة النحل 34 يقول: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم تعلمون". وفي سورة الشهداء الآيات 391 - 691 : "نزل الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين, وانه لفي زبر الأولين" ( أي في كتب الأولين ) هذا يعني أن التوراة والإنجيل يحتويان على ما جاء في القرآن من أحكام وشرائع وتعاليم أخلاقية, بحيث لا يمكن أن ينسخا لأنهما شريعة الله. ولعل فكرة النسخ اختلطت في ذهنك عزيزي.ــ لقد رجعت إلى "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن" فوجدت انه ذكر "النسخ" مرتين في القرآن. أولهما في سورة البقرة 601 " ، والثانية في سورة الحج 52 ،كما رجعت إلى كتاب "أسباب النزول" للسيوطي , فوجدته يذكر سبب نزول الآية الأولى- البقرة 601- قال: " كان ربما ينزل الوحي على النبي بالليل, بالنهار, فأنزل الله "ما ننسخ من آية أو ننسها تأت بخير منها أو مثلها". وواضح أنه لا يقصد الإنجيل أو التوراة.أما سبب نزول الآية الثانية- الحج 52- فيقول " قرأ النبي بمكة والنجم .... فلما بلغ " أفرأيتم اللات والعزى , ومناة الثالثة الأخرى " ألقي الشيطان على لسانه: تلك العرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى" فقال المشركون: "ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم " فسجد محمد وسجدوا فنزلت هذه الآية " وما أرسلنا من قبلك رسولاً ولا نبياً إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته, فينسخ الله ما يلقي الشيطان, ثم يحكم الله آياته , والله عليم حكيم " . ــ وواضح أيضاً أن الله نسخ ما ألقاه الشيطان في أمنية النبي ولا إشارة هنا بالمرة للتوراة ولا للإنجيل.وأود أن أضيف رداً على القائلين بأن بالنسخ.. وهو أن ملايين البشر اليوم يعملون بموجب أحكام التوراة والإنجيل, فحكمها ما زال قائما. ولا يستطيع أحد أن ينكر فضل الكتاب المقدس على المدنيات الحديثة . لقد كتب أسفار الكتاب المقدس أناس- أكثر من أربعين كاتبا- مسوقين من الروح القدس . في نحو 1900 سنة منهم الملك والفيلسوف والفلاح والصياد والشاعر والعامي , وناقشوا فيه قضايا مثيرة للاختلاف مثل الإنسان , والخطية , والفداء, والخلاص , في تناسق مذهل , بدون تناقض . ولو أننا درسنا بعض ما كتبه مجموعة من أدباء عرب معاصرين لبعضهم البعض عن موضوع واحد لوجدنا خلافات جذرية بينهم أما الكتاب المقدس فهو متجانس والسبب في ذلك هو أن الله أوحى به. وهذا هو السر في أنه ظل و سيظل صامدا ثابتا إلى نهاية الأيام فهل بعد ذلك نقول أن الكتاب قد نسخ , أو أن الإسلام قد نسخ دين المسيح ?.لقد حافظ الله على الكتاب المقدس وسط الاضطهاد , حيث حاول كثيرون أن يحرقوه أو أن يمنعوا نشره منذ أيام أباطرة الرومان وحتى أباطرة الحكم الشيوعي , ولكنهم لم يفلحوا . هزأ بهم كثيرون كالملحد المشهور فولتير الذي قال: " بعد مائة سنة ستكون المسيحية قد أمحت وصارت تاريخا " , وصار فولتير في ذمة التاريخ , ولم تمض خمسون سنة على وفاته حتى استعملت مطبعته ومنزله لنشر الكتاب المقدس . وقبله سنة 303 م أصدر الإمبراطور الروماني دقلديانوس أمر بإحراق الكنائس والكتب المقدسة وحرمان كل مسيحي من الحقوق المدنية , ولكن الذي خلف دقلديانوس على العرش وهو قسطنطين آمن بالمسيح , وأوصى يوسابيوس بنسخ خمسين نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الحكومة الرومانية.صديقي الحبيب, المسيحية من الله وكتابها يحوي الحق الإلهي. وجوهرها المحبة , فالله المحبة أحبنا , وبرهن على حبه لنا في المسيح . فلذلك فنحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا . وكل من يحب الله يبرهن على هذا الحب بحبه للآخرين . المسيحية ديانة المحبة , فهل يمكن أن تنسخ المحبة , افتح قلبك لله .. للخير .. للحق.. اطلب من الله أن يرشدك للحق.قال : أنَّ الكتب المقدسة التي يتكوَّن منها الكتاب المقدس والتي يعترف بها القرآن الكريم أي العهد القديم والعهد الجديد. مختلفان تماماً عما هو موجود اليوم , بعكس القرآن الكريم حيث إنّ الله حفظه تماماً وحماه من كل عبث بشري لمدة أربعة عشر قرناً .قلت: هذه المحاولة للإساءة إلى الكتاب المقدس مرفوضة تماما , بل إن القرآن نفسه لم يفرّق بين هذه الكتب التي بين أيدينا و بين كتب اليهود والمسيحيين المقدسة في الماضي , بل على العكس من ذلك يقرر بوضوح أنها هي الكتب التي يتمسَّك بها اليهود والمسيحيون باعتبارها كلمة الله.أما القول بأن الله حفظ القرآن تماماً وحماه من كل عبث بشري لمدة أربعة عشر قرناً فنقول كيف نصدّق أنَّ مالك الملك يحفظ القرآن ولا يحفظ ما نزَّل من قبله، إنّ الحاكم الأزلي لهذا الكون لا بد وأن يتصرّف في جميع الأزمنة بغير تغيير أو تبديل. ولا يمكن أنَّ يحفظ أحد الكتب تماماً بدون أي تغيير, ورغم هذا لم يحتفظ ولو بنسخة واحدة من التوراة والإنجيل! إنّه لمن الصعب هضم هذا القول!ومهما كان من أمرٍ فإنَّ القرآن نفسه يؤكد أنَّ توراة اليهود كانت معتبرة وصحيحة في أيام محمد, وأنَّ الإنجيل كذلك هو الذي كان لدى المسيحيين في ذلك الوقت. ومن النصوص القرآنية التي تثبت ذلك: "وَكَيْفَ يَحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ؟" (المائدة 5:43). " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ" (المائدة 5:47). فكيف كان للمسيحيين أن يحكموا بالإنجيل إذا لم يكن لديهم هذا الإنجيل! وفي الأعراف 7:157 يقرّ القرآن مرة أخرى أنّ التوراة والإنجيل كانا في حوزة اليهود والمسيحيين في زمان محمد, وأنها نفس الكتب التي قبلوها باعتبارها التوراة والإنجيل. علاوة على ذلك نلاحظ أنَّ مفسرين معروفين ومنهم البيضاوي والزمخشري يقرون علناً أنَّ كلمة "الإنجيل" ليست عربية أصلاً , ولكنها مأخوذة من الكلمة اليونانية التي كان المسيحيون أنفسُهم يستخدمونها لوصف البشارة. ولقد حاول بعض علماء القرآن القدامى أن يجدوا أصلاً عربياً لهذه الكلمة, غير أنّ هذين المفسرين الخبيرين رفضا هذه النظرية بازدراء. وهذا يؤكد أنَّ الإنجيل لم يكن طيفاً أو خيالاً كُشف عنه للمسيح ثم اختفى كل أثر له على نحو غريب, ولكنه العهد الجديد الذي نعرفه اليوم تماماً. ونفس الشيء يمكن أن يُقال عن "التوراة" فهي كلمة ذات أصل عبري, وهي الاسم الذي أعطاه اليهود أنفُسهم دواماً لكتب العهد القديم كما هي معروفة لنا اليوم. والمخطوطات القديمة للكتاب المقدس والتي ترجع لما قبل ظهور الإسلام تؤكد أن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا هو نفسه الذي كان وقت ظهور الإسلام وهكذا فإنّ القرآنيقرّ أنَّ الكتاب المقدس نفسه هو كلمة الله بالحقيقة. و أنت تعرف هذا كحقيقة, ولكنك تحاول أن تراوغ وتحتال مدَّعياً أنّ هناك " نصوصاً" متعددة للكتاب المقدس متداولة في يومنا هذا. وفي هذا سوء توضيح ماكر للحق.فأنت تهمل أن توضح أنّك تشير إلى "ترجمات" مختلفة للكتاب المقدس منتشرة في أنحاء العالم اليوم و ليست نصوصا قال : بالفعل أنا اقصد أن أتكلم عن الترجمة المعروفة بترجمة الملك جيمسKJV والترجمة المنقّحة RV والترجمة المنقحة الأخرى المعروفة باسم RSV قلت : كان يتحتم عليك- بما تفرضه الأمانة- أن توضح أنَّ هذه ترجمات مختلفة للكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية, وهذه الترجمات مأخوذة من النصوص الأصلية العبرية واليونانية للعهدين القديم والجديد, والتي حفظتها الكنيسة سليمة منذ أجيال عديدة قبل الزمان الذي عاش فيه محمد, على أنّه من المفيد أن نشير هنا إلى الحماس الصاخب الذي دبَّ بين قادة المسلمين في جنوب إفريقيا في سنة 1978 حول توزيع ترجمة إنجليزية للقرآن لمحمد أسد هناك أيضاً العديد من الترجمات المختلفة للقرآن إلى اللغة الإنجليزية, كما هو الحال في وجود ترجمات مختلفة للكتاب المقدس. لكنّ النص الأصلي العربي القديم واحد, ولا نصَّ آخر سواه. لقد كان ردّ الفعل ضد ترجمة "أسد" للقرآن عنيفاً حتى أنّ المجلس الإسلامي في جنوب إفريقيا, حضَّ على عدم توزيع هذا الكتاب بين مسلمي جنوب إفريقيا. ولم يتعامل أحد مع أي ترجمة للكتاب بمثل هذا العنف في أي وقت من الأوقات.لذلك فإنّه يجب علي الكتاب الذين يكتبون عن الأديان قول الحقائق , حتى لا ينخدع القراء َ بما يقرأونه وعليهم أن يدركوا أنّ المؤلفين يضعون غشاوة على أعينهم حين يخدعونهم بقولهم إنَّ الكنيسة المسيحية لديها أكثر من كتاب مقدس!, نعم هناك قراءات مختلفة للكتاب المقدس, ويمكننا بثقة أن نؤكد أنَّ الكتاب المقدس سليم ولم يحدث به أي تغيير بأي طريقة.إن الترجمات ضرورية خاصة و أن كثير من الألفاظ مع مرور الأيام تصبح ثقيلة و غير متداولة , وبالتالي فأن وجود ألفاظ أكثر سهولة و تداولاً و لا تغير المعني هو شيء جيد ومطلوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق