سلام المسيح معكم ومرحبا بكم

سلام رب المجد يسوع المسيح فليكون معكم امين

اهلا ومرحبا بكم فى مدونة الطريق الحقيقى المدونة الرسمية لجروب الطريق الحقيقى على الفيس بوك

2010-05-19

هل تنباءت الكتب المقدسة باحمد؟

عندما جمع عثمان بن عفان القرآن لم تكن كلمة أحمد موجودة فى كل قرآئين النبى التى حرقها
لم يكن محمد عندما قال أنه البارقليط ( الروح القدس الذى هو روح الإله ) هو أول من أبتدع هذه الفكرة , والبارقليط* وهى الكلمة موجودة فى الأنجيل ولكن ابتدع هذه الفكرة فى قرون المسيحية الأولى شخص أسمه مانى ( 215-276م ) فى بلدة فرجينية , وأعتقد مانى أنه البارقليط , وعرفت الفئة المانوية ( نسبة إلى مانى ) من خلال التاريخ بأسم الزنادقة , وفكرة مانى الذى عاش فى القرن الثالث هو نفس تفكير محمد صاحب الشريعة الإسلامية فى القرن السابع
ولكن الفارق أن مانى الهرطوقى أعتقد أنه البارقليط وأنه مساوى للمسيح كلمة الرب الإله , وإذا كان المسيح كلمة الرب فإنه الروح القدس وأدعى بأن معه نبيتين , أما فكر محمد الهرطوقى فقد أعتبر نفسه نبياً والمسيح نبياً أيضاً وإذا كان المسيح كلمة الرب الإله فإنه أيضاً هو البارقليط أى روح الرب الإله .
ما هو أسم محمد الحقيقى ؟
** الأجابـــة : .. قثـــــــم
*أن محمد ليس هو الإسم الحقيقى لصاحب الشريعة ألإسلامية لأن :-*
أولاً : أن أسم محمد لم يكن شائعا بين العرب .
وثانياً : محمد غير أسماء الناس والأماكن , أنه ما أن قويت شوكته حتى قام بتغيير كثير من أسماء الناس والأماكن مثل يثرب غيرها إلى المدينة , وقد أورد الشيخ خليل عبد الكريم كثير من الأسماء والأماكن فى الجذور التاريخية وليس لنا بحاجة لذكرها هنا - وقد قام صاحب الشريعة الإسلامية أيضاً بتغير أسمه وقد كان قثم .
وأسم صاحب الشريعة الإسلامية الحقيقيى الذى أطلقته عليه أمه هو " قثــــم " وقد ظل يعرف بإسم قثـــم أكثـــر من 40 سنة حتى أدعى أنه رأى وحياً فقام بتغيير أسمه ..
ثالثاً :* وهل تعلم أيها القارئ أن عبد الله الذبيح هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو قثم الهاشمي القرشي، الملقب ب الذبيح هو والد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد بمكة، وهو أصغر أبناء عبد المطلب ... أى أن عبدالله دعى أبــــو قثــــم
و" قثــم بضم القاف وفتح الثاء على وزن (أمم) ..
وقام صاحب الشريعة الإسلامية بتغيير أسمه قثــم الذى أطلقته عليه أمه وكنى عبدالله به وأسموه أبو قثــم وعرف به لمدة أربعين سنة* إلى أسماء عديدة وإتخذ لنفسه صفات حميدة حتى يحسن صورته بعد أن ذموه أهل قريش لأعماله كأسم له والأسماء التالية هى أسمائه بما فسهم أسمه الحقيقى قثم* : أحمد , ومحمد ومصطفى , ومحمود , وطه ,* يس , الحاشر , الحافظ , الحاكم , الحاتم , حامد , حامل لواء الحمد ,* حبيب الرحمن , حبنطى ( يقول المسلمون بدون دليل أن هذا الأسم في الإنجيل ، وتفسيره : الذي يفرق بين الحق والباطل ) , الحجة , الحجازي , الرحيم , حرز الأميين , الحريص , الحسيب , قثــم , القرشى* ,*الأمين , الهاشمى .* والضحوك القتال ... وغيرها .. ولكن كل هذه الأسماء ليست أسم صاحب الشريعة الإسلامية* الحقيقى إلا أسم قثم والباقى اسماء مستعارة فمثلاً من المعروف أن فيل أبرهة الذى كان يركبه للهجوم على مكة عندما قابله الطير الأسطورى أبابيل كان اسم هذا الفيل محمود فأطلقة صاحب الشريعة الإسلامية على نفسه* .*
كان محمد أسمه قثم أو قوثامة أي (أبي قوثامة = 666) ثم أبدل من بعد وصار محمد ليتسني وضع الآية (ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) إشارة إلي ما جاء في الإنجيل عن النبي الذي يجئ بعد عيسي . راجع كتاب حياة محمد – الدكتور محمد حسين هيكل ص39
وفى جريدة الوفد بتاريخ الثلاثاء 31 أكتوبر 2006 م كتب يوسف زيدان أن اسم محمد الذى أطلق عليه بعد ولادته كان قثم .. فقال : " صاح صاحبي غاضباً، ونفض ذراعيه في الهواء اعتراضاً علي ما ذكرته خلال كلامي معه عن »الأسماء العربية« من أن نبينا كان اسمه " قثم بن عبداللات " قبل محمد وأحمد ومحمود، وأنه P حمل هذا الاسم " قثم " إلي أن بلغ من عمره ما يزيد علي الأربعين عاماً.. زعق صاحبي بما معناه أن كلامي غير صحيح، لأنه لم يسمع بذلك من قبل، وبالتالي فهو غير صحيح! فسألته إن كان قد سمع من قبل، أن النبي P له عم كان اسمه هو الآخر " قثم "* وهي كلمة عربية قديمة تعني »المعطي« وتعني " الجموع للخير" كما أنها اسم الذكر من الضباع.. فاحتقن وجه صاحبي غيظاً ، واتهمني بأن كل ما قلته غير صحيح، وأنه لا يوجد أصل يؤكده، ولا أي مرجع ! تناولت من رفوف مكتبتي كتاب الإمام الجليل " أبو الفرج بن الجوزى " .. الذي عنوانه " المدهش " وفتحت لصاحبي الصفحات ليري أن ما قلته له، مذكور قبل تسعة قرون من الزمان، وشرحت له أن " ابن الجوزى " هو أحد أهم العلماء في تاريخ الإسلام، وأنه فقيه حنبلي لم يكن في زمانه مثله ، ومؤرخ مشهور وخطيب كان الخليفة يحرص علي سماع دروسه. حار صاحبي لدقائق، ثم اهتدي لفكرة ملخصها أنه لن يقبل كلام " ابن الجوزي " أيضاً ، وأنه لن يقتنع إلا بأول كتاب، وأقدم كتاب، في سيرة النبي P فأخبرته أنه يطلب كتاب " السيرة، لابن اسحاق " وهو كتاب مفقود منذ أمد بعيد ، ولم نعثر له علي أي مخطوطة حتي الآن في أي مكان في العالم.. تنهد صاحبي مرتاحاً، وهو يقول ما معناه : إذن، فلا شيء مما تقوله صحيح ! " أ . هـ
وذكرت مجلة الخليج الأماراتية أسماء صاحب الشريعة الأسلامية وقالت أنه من ضمن أسمائة قثم وذكرت تحتها أن : " يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : “ أتاني ملك فقال: أنت قثم، وخلقك قثم، ونفسك مطمئنة” وقثم، اي: مجتمع الخلق، وله معنيان: احدهما من القثم، وهو الاعطاء، فسمي بذلك لجوده وعطائه. والثاني من القسم وهو الجمع، يقال للرجل الجموع للخير: قثوم وقثم، وكان صلى الله عليه وسلم جامعا لخصال الخير والفضائل والمناقب كلها." أ . هـ
وجاء فى كتاب " غريب الحديث في بحار الانوار "* باب القاف مع الثاء : " قثم : من أسمائه(ص): «القُثَم». وله معنيان: أحدهما من القَثْم؛ وهو الإعطاء؛ لأنّه كان أجود بالخير من الريح الهابّة... والوجه الآخر أنّه من القُثَم؛ وهو الجمع يقال للرجل الجموع للخير: قَثُوْم وقُثَم... قال ابن فارس: والأوّل أصحّ وأقرب: 16/118. * ومنه عن عمر بن الخطّاب في أمير المؤمنين(ع): «الهِزَبْر القُثَم ابن القُثَم»: 20/52. أي الكثير العطاء، والجموع للخير (المجلسي: 20/67) أ . هـ
عبدالله يكنى بـ ابا قثم
وينسب المسلمين نبى الأسلام إلى عبد المطلب وقصى هكذا : " هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان" ويقول المسلمون عن عبد الله بن عبد المطلب : هو والد الرسول ويكنى ابا قثم ولقد خرج ابوه عبد المطلب يريد تزويجه حتى اتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة وهو يومئذ سيد بني زهرة فزوجه ابنته آمنه وهي يومئذ افضل امرأة في قريش وكان تزويج عبد الله من آمنه بعد حفر بئر زمزم بعشر سنين ولم يلد لعيد الله وآمنه غير رسول الله محمد ولم يتزوج عبد الله غير آمنه ولم تتزوج هي غيره وبعد زواجه من آمنه بقليل خرج من مكة قاصدا الشام في تجارة ثم لما اقبل من الشام نزل في المدينة وهو مريض وفيها اخواله بني النجار فأقام عندهم شهرا وهو مريض وتوفي لشهرين من الحمل بأبنه محمد ودفن في دار النابغة وله خمس وعشرون
عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو قثم الهاشمي القرشي، الملقب بـ الذبيح هو والد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد بمكة، وهو أصغر أبناء عبد المطلب. وكان أبوه قد نذر لئن ولد له عشرة أبناء وشبوا في حياته لينحرن أحدهم عند الكعبة، فشب له عشرة، فذهب بهم إلى هبل (أكبر أصنام الكعبة في الجاهلية) فضربت القداح بينهم، فخرجت على عبد الله، وكان أحبهم إليه ففداه بمئة من الإبل، فكان يعرف بالذبيح. وزوجه آمنة بنت وهب، فحملت بالنبي صلى الله عليه وسلم ورحل في تجارة إلى غزة، وعاد يريد مكة، فلما وصل إلى المدينة مرض، ومات بها، وقيل: مات بالأبواء، بين مكة والمدينة
وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم : ( لي عشرة أسماء ) وذكر منها طه ، ويس ، حكاه (مكي ) .
وقد قيل في بعض تفسير طه : إنه يا طاهر يا هادي ، وفي يس : يا سيد ، حكاه السلمي عن (الواسطي) ، وجعفر بن محمد . وذكر غيره : ( لي عشرة أسماء ) فذكر الخمسة التي في الحديث الأول قال : ( وأنا رسول الرحمة ورسول الراحة ،ورسول الملاحم ، وأن المقتفى قفيت النبيين ) ، وأنا قيم والقيم : الجامع الكامل ، كذا وجدته ولم أروه . وقيل : أن صوابه قثم بالثاء كما ذكرناه بعد عن الحربي ، وهو أشبه بالتفسير . وقد وقع أيضاً في كتب الأنبياء قال داؤود عليه السلام : اللهم أبعث لنا محمداً مقيم السنة بعد الفترة ، فقد يكون القيم بمعناه . وقد روى (النقاش) عنه صلى الله عليه وسلم : ( لي في القرآن سبعة أسماء : محمد ، أحمد ، ويس ، وطه ، والمزمل ، وعبد الله).
وروى الحربي في حديثه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أتاني ملك فقال لي : أنت قثم) أي مجتمع . قال : والقثم : الجامع للخير ، وهذا اسم هو في أهل بيته معلوم . وقد جاءت من ألقابه – صلى الله عليه وسلم وسماته في القرآن عدة كثيرة سوى ما ذكرناه ، كالنور ، والسراج المنير ، والمنذور النذير ، والمبشر والنذير ، والشاهد ، والشهيد ، والحق المبين ، وخاتم النبيين ، والرؤوف الرحيم ، والأمين ، وقدم صدق ، ورحمة للعالمين ونعمة الله ، والعروة الوثقى ، والصراط المستقيم ، والنجم الثاقب والكريم ، والنبي الامي وداعي الله – في أوصاف كثيرة ، وسمات جليلة . وجرى منها في كتب الله المتقدمة ، وكتب أنبيائه وأحاديث رسوله ، وإطلاق الأمة جملة شافية ، كتسميته بالمصطفى والمجتبى ، وأبي القاسم والحبيب ، ورسول رب العالمين ، والشفيع المشفع ، والمتقي والمصلح ، والطاهر والمهين والصادق ، والمصدوق ، والهادي ،وسيد ولد آدم ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وحبيب الله وخليل الرحمن ، وصاحب الحوض المورود ، والشفاعة والمقام المحمود ، وصاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة ، وصاحب التاج والمعراج ، واللواء والقضيب ، وراكب البراق والناقة ، والنجيب ، وصاحب الحجة والبستان ، والخاتم ، والعلامة والبرهان ، وصاحب الهراوة والنعلين .
مذمماً أسم كانت تطلقه قريش على صاحب الشريعة الإسلامية
راجع سورة المسد آية رقم 1 تفسير القرطبى : " فلما سمعت امرأته (أبى لهب ) ما نزل في زوجها وفيها من القرآن , أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة , ومعه أبو بكر رضي الله عنه , وفي يدها فهر من حجارة , فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا ترى إلا أبا بكر . فقالت : يا أبا بكر , إن صاحبك قد بلغني أنه يهجوني , والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه , والله إني لشاعرة : مذمما عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا ثم انصرفت . فقال أبو بكر : يا رسول الله , أما تراها رأتك ؟ قال : [ ما رأتني , لقد أخذ الله بصرها عني ] . وكانت قريش إنما تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم مذمما ; يسبونه , وكان يقول : [ ألا تعجبون لما صرف الله عني من أذى قريش , يسبون ويهجون مذمما وأنا محمد ] . وقيل : إن سبب نزولها ما حكاه عبد الرحمن بن زيد أن أبا لهب أتى النبي صلى الله عليه وسلم " أ . هـ
ومما يثبت أن اسمه الحقيقى قثم أن أهل مكة أستقبلوا محمد صاحب الشريعة الأسلامية قائلين " طلع القمر علينا " , وقثم أسم من أسماء القمر , وهناك أيضاً أسم من أسماء القمر أطلقة على نفسه وهو يس .
القصص الشعبية المتواترة عن أسمه
ويقول أهل الشام أن أسمه كان محمل أو معمد وقد يكون رأيهم هو الأرجح وقد يكون هو الأسم الذى أطلق عليه بعد تنصره لأنهم ينسجون حول أسمه قصة أخرى لولادته غير القصة التى ذكرتها الأحاديث وإنتسابه لعبد الله وعلاقة محمد ببحيرة الراهب , إلا أنه ليست لقصتهم مراجع تاريخية ولكنها لا تخلوا فى نفس الوقت من دلائل قوية تجبر سامعها من تصديقها , ولكننا نجد فى نفس الوقت أنه من الأقوال المتواترة التى يسلمها الاباء إلى الأبناء فى جميع البلاد العربية : " أن أبو محمد الحقيقى هو بحيرة الراهب بدليل انه عرفه من وحمة الميلاد التى على كتفه والتى يقول المسلمون أنها ختم النبوة " وقد ذكرناها للعلم بالشئ فقط لا غير .
************************************************** ************************************************** ****
الجزء التالى من كتاب العرب بعد الإسلام لــ العلامة جواد على ص 95 -
وقد ورد اسم النبى فى القرآن الكريم فى أربع سور قرآنية هى : " آل عمران , الأحزاب , محمد* , الفتح " وكلها سور مدنية , وقد أخذ المستشرقون ذلك حجة على أن الرسول لم يكن يعرف قبل الهجرة بمحمد ولكن بأسم آخر فذهب " سبرنجر* Sprenger " أن أسم محمد لم تكن أسم علم للرسول , وإنما أتخذه بتأثير قراءاته للأنجيل وإتصاله بالنصارى , وقد ايد هذا الرأى مستشرقون آخرون (1) حتى ذهب بعضهم أن الرسول كان يحسن اليونانية , وانه أتخذ أسم محمداً من باريقليطوس Parikletos * [ تعليق من الموقع : وضعنا تفسير لهذه الكلمة والفرق بين معناها والكلمة اليونانية باراكليتوس Parakletos التى جاءت فى الأنجيل فى هذه الصفحة ] الواردة فى أنجيل يوحنا [ تعليق من الموقع : كلمة* باريقليطوس Parikletos* *لا توجد فى انجيل يوحنا المترجمة ولكن توجد كلمة أخرى هى الكلمة اليونانية باراكليتوس Parakletos ] والمترجمة بـ منحمانا , منحمنا Manhamana* فى ألآرامية , وذلك كما سنرى بعد قليل , فلما وجد البشارة بظهور " الباراقليط " أى " المنحنا " يخرج الناس من الضلالة إلى والجهالة إلى الصراط المستقيم أخذ اللفظة السريانية وتمسك بها فأدعى بها هو " المنحنا " وصير اللفظة محمداً , وألقى على لسان الإنجيل - كما زعموا أنه هو الذى بشر به المسيح (2) وقد تطرق " كيتانى " إلى أهل السير والأخبار عن أسم النبى , وتطرق كذلك إلى المواضع التى ورد فيها أسم الرسول " محمد " فى القرآن الكريم , ثم أنتهى إلى أنه من الصعب البت فى الأسم الذى اطلق على الرسول يوم ولد وفى طفولته , وهو فى ذلك متابع لـ* " سبرنجر* Sprenger "* الذى يستند إلى رواية السيرة الحلبية كما سترى فيما بعد (3)
وقد أستند هو وأمثالة إلى السور المدنية المتقدمة وإلى خبر وجد فى كتاب " إنسان العيون فى سيرة الأمين* والمأمون " المعروف بــ " السيرة الحلبية " .. وهذا نصة " وفى الإمتاع : لما مات قثم بن عبد المطلب قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم , بثلاث سنين , وهو أبن تسع سنين , سماه قثم , حتى أخبرته أمه آمنه أنها رأت فى منامها أن تسميه محمداً , فسماه محمداً " (4)
*
------------------------------------------
المــــــــراجع
(1) Sprenger, I,S, 155 ff. Noldeke, I, S, 9, anm, I.
(2) Noldeke, I, S, 10,Hartwig - Herschfeld, New Researches into the composition of the Qoran, London, 1902, P,33, f, 139, Caetani, Annali, I, 151, Bthege, Rahman et Ahmad Bonn, 1876, P. 53.
(3)* *حسين جاهد إسلام تاريخى " 1/ 352 " " نوط 1" " أستانبول 1924 م
(4) السيرة الحلبية ( 1/ 95) [ باب تسميته صلى الله عليه وسلم محمداً وأحمداً ]
************************************************** ************************************************** *****
هل تنبأت الكتب المقدسة (الإنجيل) بـ أحمد ؟
*إعتبر المسلمين أن القرآن هو منزل من الله كقاعده مسلم بها وإتهموا كل من يقوم حتى بالمناقشة فى هذا الموضوع أنه كافر وفى نفس الوقت لم يحاولوا أن يبحثوا في القرآن ولا الأحاديث* , مع أن القرآن جمعه عثمان بن عفان , وطبيعى عند جمعه كان لا بد من البحث والتمحيص وفحص النصوص المختلفة وذكر المناسب منها وإهمال ما إختلف فيه , وذكر قرآن عثمان المسمى قرآن الإمام أن " وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل لإنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من توراة ومبشرا برسول بأتى من بعدى إسمة أحمد فلما جائهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين " ( سورة الصف / 5)
*
ومن المعروف فى اللغة العربية أن كلا من الإسمين " محمد " و " أحمد" مشتقان من أصل واحد فهل هذا يعنى أن المسيح تنبأ فى الإنجيل عن مجئ محمد؟
00هذا ما يعلمونه لأطفالهم ! وهذا ما يعتقدون أنه صحيح ! 0وقالوا : " وقد أخبر الله الناس فى التوراه بمجئ رسول من أخوة بنى إسرائيل يعنى بنى إسماعيل , وأخبر عيسى بمجئ البارقليط وهو نبينا – صلعم- كما بينه علماؤنا فى كتب إثبات النبؤة ( أجوبة المسائل الدينية العدد 7 دورة 3 طبعة 2 رجب 1382 هـ )
ولكن قبل البحث عن هذا الـ احمد فى الأنجيل نود أن نلفت نظر القراء إلى أن هناك أبحاث كثيرة حول بعض الموضوعات والأبحاث ظهرت على شبكة الإنترنت والكتب التى أنتشرت فى الغرب باللغة العربية والإنجليزية التى تمس اساس هذه الإشارة التى ذكرها القرآن بأن احمد ذكر فى الأنجيل
اولاً : موضوع العلاقة بين محمد وآل قريش من العرب ونسبه* محمد بن آمنه بنت إلى قريش مشكوك فيه لأن عبدالله الذى يذكره المسلمون أنه ابو محمد مات قبل ولادة محمد بأربع سنين ومن هنا تسقط أنتساب ونسبه محمد لعائلة قريش ,
ثانياً : أنتساب العرب إلى إسماعيل أما من وجهة النظر الأخرى* هناك سؤال أشتد حوله النقاش والجدل وهو : هل أسماعيل أبو العرب ؟ وهل العرب جاءوا من نسل هاجر ؟ هذه الأسئلة التى أثيرت وبالبحث أتضح ان جنس العرب بعيداً عن هاجر واسماعيل ,
ثالثاً : وهناك قضية أخرى يستحق ذكرها فى سياق الموضوع وهى : أن القرآن يذكر أن الله قد اعطى النيوة والوحى لبنى أسرائيل من اليهود فقط وعلى هذا* يقر القرآن نفسه أن نبوة محمد كاذبه لأنه غير يهودى ولا ينتسب إلى اليهود إذا فلا نبوة له .
ولكن نرجع مرة أخرى للبحث عن إسم محمد فى الأناجيل لن تجد شيئا , ليس لأن الإنجيل محرف أو أن المسيحين قد أزالوا كل ما يتعلق بهذا الموضوع ولكن السبب الأساسى هو أن هناك خدعة خدع بها عثمان المسلمين فى القرآن ففى آية فى إنجيل يوحنا تقول : " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد " ( يوحنا 14 : 16) ولما كان الإنجيل كتب باليونانية –
================================================== ============================
*
المعزى باراكليتوس التى جائت فى الأنجيل غير الكلمة اليونانية بريكليتوس

*فالكلمة اليونانية المترجمة فى الإنجيل " الـمـعزى = باراكلــيــتوس Parakletos "
ولكن مفسرو القرآن قالوا أن الكلمة الأصلية هى " أحمد = بر يـكلــيتوس Parikletos "
ويفسراليونانيين الكلمة الأصلية " باراكلــيــتوس Parakletos = هى وعد المسيح بإرسال المعزى ( يوحنا 14: 16) وهناك أدلة قوية تثبت ذلك هو
لا يوجد فى جميع النسخ الإنجيل القديمة المكتوبة قبل الإسلام كلمة أحمد = بريكليتوس Parikletos ويمكن الإطلاع عليها فى متاحف العالم , ولو وجدت كلمة بريكليتوس Parikletos* لكان هناك ضجة فى العالم المتحضر الذى يؤمن بحرية الفكر والعقيدة – وكلمة بريكليتوس تعنى ممجد , ولا يوجد فى السماء إلا مجد لواحد فقط أى الإله الحقيقى الذى تمجده الملائكة فى كل وقت قائلة قدوس قدوس قدوس , وإذا أضفنا إلى الرب الإله مجدا آخر سيكون هذا شركا بالرب وحاشا بالرب أن يكون له شريك فى مجده 0وهذا ما حدث فى السلام الذى أشرك بإسم الرب بأسم كائن بشرى أسمه محمد لا يصل لمستوى الإنسان العادى فى خلقه* .
لقد قالت الكتب المقدسة المسيحية أن الروح المعزى الـمـعزى = باراكلــيــتوس Parakletos جاء فعلا قبل ولادة محمد** والروح المعزى هو الروح القدس نزل من السماء بعد صعود المسيح بـ 50 يوما فقط وقد وصف سفر أعمال الرسل كيفية نزولة على هيئة ألسنة نارية منقسمة وحلت على الرسل وقد سكن مع الشعب المسيحى وما يزال يحل فيهم ( راجع أعمال 2: 1-11)* أى قبل محمد بستمائة عام وظل الروح المعزى يعمل فى البشرية حتى يومنا هذا .
ويقول أن أسمه فى الإنجيل ( البارقليط ) المكتوب بالرومية = اللغة اليونانية وقد نقل ذلك ابن إسحق ويضيف قائلا : أنه المنحنا باللغة السريانية , وقد فسر ابن إسحق المنحنا الكلمة السريانية فقال : " تعنى محمداً وهو بالرومية البرقليطس – صلى الله عليه وسلم " ( ابن هشام 1 / 215)
ومن المعروف علميا وعمليا أن الأسماء لا تتغير فى جميع لغات العالم فنهر النيل إسمه النيل فى جميع لغات العالم و فى العربيه أحمد = وفى الإنجليزية Ahmed *هو نفس ألسم مكتوباً بالحروف الإنجليزية وتنطق نفس الأسم , أما فى مجموعه اللغات التى تستعمل الحروف اللاتينية فعندهم حرف ح = H وينطق هـ , أما فى اللغة الصومالية فـ محمد = Mouxamed *وتلفظ محمد كما يلفظها العرب تماما وذلك لأن الصوماليون يستعملون ال x بدلا من ح ولكنها تلفظ حاء
لم ينقل القرآن النص الإنجيلى محرفاً وليس بالضبط كما نلاحظ فى إنجيل متى وهو الإنجيل بحسب العبرانيين الموحى به من الله والذى أشار إلية القرآن فعندما يتكلم الإنجيل عن بعض النصوص من التوراه ينقل النص بالكامل بغير زياده ولا نقصان لأنه يعتبره كلام الله وهذا لم يحدث فى نقل النص القرآنى لنص التوراه ( سورة الصف / 5)
*
أسمه محمد وليس أحمد والأسماء لا تتغير
ويوجد تعليق على عبارة " إسمة فى السماء أحمد وعلى الأرض محمد " إن النصوص فى الأحاديث وكتب السيرة والقرآن متضاربة حول هذين الإسمين تارة تذكر أن إسم محمد فى السماء هو أحمد , بينما شهد " آدم علية السلام قائلا : طفت الساوات فلم أر فيها موضعا إلا رأيت إسم محمد – صلعم -مكتوبا عليه " بل قيل : إن أول شئ كتبه القلم فى اللوح المحفوظ كان : بسم الله الرحمن الرحيم , إنى أنا الله لا إله إلا أنا ومحمد رسولى 000 ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى أن أصبح يعتبر نوعا من الشرك مع الله فى خصائصه 000 محمد – صلعم – أن إسمه الشريف كتب مع إسم الله تعالى على العرش الإلهى 00 ولم يناديه جبريل حسب قول محمد نفسه لخديجه إلا بإسم واحد وقال – محمد – صلعم – للسيدة خديجة , أم المؤمنين , رضى الله عنها : " إذا خلوت سمعت نداء يا محمد يا محمد ( وكان جبرائيل يناديه حسب ما ذكرته خديجه ) ( كتاب عظمه محمد 1/ 79- 81 ) مما سبق نستنج أن كل الأسماء المكتوبه فى السماء هى محمد وليس أحمد وبالإضافة أن جبريل قد ناداه على الأرض محمد كما ذكرت سابقا ففى قصه المعراج أورد ابن إسحق عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله قوله : 000 فلما دخل بى ( أى جبريل ) قال له ( أى ملاك يدعى إسماعيل وهو حارس باب الحفظه فى السماء ويأمر مائه وأربع وأربعين ألف ملاك ) : " من هذا يا جبريل ؟ قال : " محمد " قال : " أوقد بعث ؟ " قال : نعم قال (أى محمد) : " فدعا لى بالخير 00 ( مما ذكره ابن هشام 2/ 37 ) يتضح أن جبريل لم ينادى محمد إلا بإسم واحد فى الأرض وفى السماء ألا وهو محمد أى أن محمد عرف بإسم واحد فقط فى الأرض والسماء وهو الذى أطلقته أمه عليه وهو محمد وإذا فكر هؤلاء الناس قليلا وتسائلوا ألم يعرف المسيح حسب قولهم أن إسمه أحمد فى السماء فقط وإسمه محمد فى الأرض لكى ينسخه ويغيره فيعطيه إسم أحمد فى الأرض بدلا من محمد ؟ , ألم يقرا المسيح فى التوراه حسب أقوالهم وليعلم ان خاتم سليمان كان يحمل نقشا ( محمد رسول الله ) لكى يتجرأ ويذكر أن إسمه فى الأرض أحمد !! والأمر الأكثر غرابه أنه كثرت أسماؤه فى الكتب المقدسة وتنوعت من احمد ال بارقليط ثم حمناط ...ألخ فقد قال محمد : " أنا إسمى فى التوراه أحيد وفى الإنجيل البارقليط وفى الزبور حمناط وفى صحف إبراهيم طاب طاب ولا فخر " ( عظمه محمد 1/ 79) 00 بل أن الله خاطب داود وأعلمه فى الزبور " أنى أنا الله لا إله إلا أنا ومحمد رسولى , يا داود سيأتى من بعدك نبى إسمه أحمد ومحمد لا أغضب عليه ولا يغضبنى أبدا , وقد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , أمته مرحومه , يأتون يوم القيامه ونورهم مثل نور الأنبياء "( عظمه محمد1/ 80) وموضوع غفر الذنوب مقدما أمرا مشكوك فيه وهذا يعنى أن أى إنسان يقول هذا ليس بنبى ولا يمكن لنبى أن يفعل هذه الأفعال فالإجابه الساذجه والتى يصدقها الأغبياء فقط هى: أن الله غفر له ما تقدم وما تأخر – أى إله هذا الذى ينظر إلى شر عبيده ولا يحاسبهم !*
وهذه الأسماء الغريبة التى ذكرها كتاب عظمة محمد .. من هو حمناط هذا ؟ لم يسمع عنه أحد والأغرب من حمناط هو طاب طاب* هل يوجد احد اسمه طاب طاب !!!

ولتوضيح هذا الأمر ففى نفس الإنجيل فسر المسيح له المجد قائلا " إن كنتم تحبوننى فإحفظوا وصاياي , وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد , روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبلة لأنه لا يراه ولا يعرفه , وأما أنتم فتعرفونه , لأنه ماكث ويكون فيكم " ( يوحنا 14 :15- 17) ومواصفات وعمل الروح هى أنه : - روح الحكمة , روح الفهم , روح المشورة , روح القدرة , روح المعرفة , روح كخافة الرب , روح البشارة , روح النبوة والرسالة , روح الحرية , .... ألخ
وطبقا لمواصفات هذا الروح المعزى هناك أسئلة هى
ذكرت النصوص الإنجيلية أن الباراقليط مرسل بإسم المسيح فهل يستطيع المسلمين القول أن المسيح أرسل محمد بإسمة حسب قول النصوص الإنجيلية ؟ هل هناك نصا فى القرآن يذكر أن محمد هو روح الحق الذى يمكث إلى الأبد ولا يموت ؟
هل ذكر القرآن أنه مرشد ويسكن فى الناس ؟
هل هذه الكلمات التى كتبها يوحنا تقول بصورة واضحة أنه نبى آت ؟
*
صفات المعزى الذى ذكرت فى الأنجيل لا ينطبق على محمد
*من صفات الروح المعزى أنه لا يرى فهل محمد لم يراه الناس ؟ من صفات الروح المعزى شفاء المرضى فهل محمد شفى مرضى ؟ من صفات الروح المعزى العلم بالغيب فهل محمد كان يعلم الغيب ؟ من صفات الروح المعزى إخراج الأرواح النجسة فهل محمد كان له سلطة على الأرواح الشريرة ؟ من صفات الروح المعزى كان يعُلم كل شئ فهل كان فى إستطاعة محمد إبلاغ رسالته إلى جميع شعوب الأرض بلغاتهم ؟
وهناك شرط لقبول هذا الروح المعزىهو تنفيذ وصايا المسيح فهل نفذ المسلمين وصايا المسيح فى شريعة الزوجة الواحدة وعدم الزنا وتطبيق الفضائل المسيحية 00الخ ؟
الطريقة المضحكة التى لجأ إليها المسلمون فى حل مشكلة عدم وجود أسم احمد فى الإنجيل
إن محمد ليس نبيا ولا رسولا لأنه لم بتنبأ ولم يأخذ رسالة من الله ذاته بل قال أن جبرايل قال له ما كتب فى القرأن فيكون بهذا جبرايل هو الرسول (حتى أن كلمة الملائكة معناها رسل ) فكيف يقال أنه نبى او رسول إذا مع العلم أنه لا يوجد أى مخلوق خلقة الإله الحقيقى أسمه جبريل ولم يذكر هذا الأسم على الإطلاق فى كتاب من الكتب التى أوحى بها فى التوراة والإنجيل* وأن المسيح بشر عنه , ومن المعروف أن القرآن قال عن محمد : " وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا " ( الإسراء / 104 ) ( سورة الفرقان / 55) ( سورة سبأ / 27 ) وقد أكد محمد نفسه الحقيقه السابقة فقال عن نفسه : " إن أنا إلا نذيرا وبشير " ( سورة الأعراف / 187 )
*وبدلا من أن يبحثوا جديا حول الحقيقه ( الوصول إلى الحقيقة هو الوصول إلى الله فهو الحقيقة الوحيده فى الحياة ) وبدلا من الجلوس فى الظلمة أقوم وأبحث عن مصدر النور الذى هو الله , وكان أسهل عذرا للمسلمين أنهم لجأوا إلى المراوغه , فإلتجأوا إلى تهمة بلهاء لا يصدقها إلا ضعاف العقول فقال المسلمون : " أن الإنجيل محرف " وتناسوا أنه فى قرآن عثمان نصا يقول " يريدون أن يبدلوا كلام الله ... فهل ينظرون إلى سنة الأولين فلا نجد لسنة الله تبديلا ... ولن نجد لسنتنا تحويلا ( الأحزاب / 61 ) سنه من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ( الإسراء / 76 ) ( سورة الفتح / 22 ) كما قال إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( ) ونسى أيضا أن القرآن ذكر أن واليهود ضد المسيحين وأن المسيحين إنقسموا إلى أحزاب شتى , فإذا غيرت فئه كتابها لا شك أنها ستهاجم من جميع الفئات الدينية بما فيها اليهودية ولكن كان خلافهم فى تفسير ما جا ء بالكتب المقدسة وليس تحريفها كما إدعى المسلمون وإلا أين هو الكتاب الصحيح
*وسبب هذا الإدعاء هو – أنهم لم يجدوا إسم محمد فى الكتب المقدسة المنزله وقرآنهم يقول انة مكتوب فى هذه الكتب فليس إذا أمامهم إلا إختيارين
*الأول 00 قرآنهم كاذب ولن يستطيعوا أن يقولوا هذا لأن عزتهم ومجدهم العربى وسلطتهم وسيادتهم وجبروتهم يمنعهم من البحث أصلا فى هذا الموضوع
ثانيا 00 الإنجيل محرف و " الكنيسة قد حذفت من الأناجيل الأيات التى تبشر به ( = محمد ) وتثبت نبوته " فكان هذا الإتجاه هو أسهل الطرق للخروج من هذا المأزق بالرغم من عدم وجد عندهم دليلاً واحداً على الإطلاق سواء أتاريخية أو دينية فأى كنيسة قامت بهذا العمل والكنائس كانت منقسمه وأى إنسان فعل هذا , لن تجد إجابة 0
************************************************** ******************************
المــــــــــــراجع *
لمزيد من المعلومات الغزيرة التى تغطى هذا الموضوع بالكامل - أقرأ كتاب هل تنبّأ الكتاب المقدّس عن نبيّ آخر يأتي بعد المسيح؟ فى الموقع التالى*
http://www.christpal.com/shobohat/3a...si7/book_1.htm

الرد على شبة ان غير اليهود هم كلاب "ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب"

لماذا قال يسوع للمرأة الكنعانية  :

لم أُرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة ،
وليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب ؟؟

تعالوا نقرأ هذه الحادثة من الكتاب المقدس

" 21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا.
22 واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا.
23 فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا.
24 فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة.
25 فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي.
26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب.
27 فقالت نعم يا سيد.والكــلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها.
28 حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم ايمانك.ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من
تلك الساعة"
(متى 15 : 21 – 28)
وراجع ايضا (مرقس 7 : 24 – 30)


فلم يجبها بكلمة :

حينما تقدمت المرأة ليسوع يقول الكتاب المقدس ، انه لم يجبها بكلمة ، هل هذا جفاء منه ؟ طبعا القراءة السطحية للقصة من الممكن ان تتهم فيها يسوع بالجفاء والقسوة ، ولكن الا يقولون ان الامور بخواتيمها ؟؟ الم يكن في نهاية الامر شفاء ابنتها وامتداح ايمانها ، اذا ما الذي حدث ، لماذا ابتدأ يسوع بكلامه بهذه القسوة للمرأة الفينيقية ، في حين كان ينوي ان ينتهى اخيرا الى استجابة طلبها ؟ هذا لا نفهمه الا عندما نقترب من كلمة الله في روح الصلاة ونطلب بخشوع من الله ان يعلمنا ويفهمنا ماذا يريد ان يقول لنا الله من خلال كلمته المقدسة ؟؟

كان يسوع دائما يعرف افكار الناس " فعلم يسوع افكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم " (متى 9 : 4) وايضا " فعلم يسوع افكارهم وقال لهم ....... "(متى 12 : 25)
وهو الذي رأي التلاميذ (بعين المعرفة الالهية وليس البشرية ) على بعد خمسة كيلومترات في ظلام الليل في قلب البحر بقدرته المعجزية وهو بعيدا عنهم " ورآهم معذبين في الجذف. "(مرقس 6: 48)

هكذا كان يسوع ( وهو له سبق العلم ) وكان يستطيع ان يعرف خبايا الامور وخبايا الناس ، وقد عرف بسلطانه ان لهذه المرأة فعلا ايمانا عجيبا يستحق الثناء والمدح ؟؟، وقد فضل ان يؤخر استجابة طلبتها لتنال المكافأة مزدوجة ، فتنال استجابة طلبها بشفاء ابنتها ، و يظهر قوة ايمانها وتمسكها بالرجاء في شخص المسيح يسوع فيمتدح ايمانها اذا قال لها : يا امرأة عظيم ايمانك .

المرأة الكنعانية
وحياة الكــلاب :

فلماذا قال لها يسوع هذه الكلمات القاسية : " ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب" ، بالطبع من يدرس تاريخ هذه الفترة كان يدرك بسهولة ان هذه المقولة كانت منتشرة بين اليهود ، اي ان لم يكن يسوع هو قائلها او مبتدعها ، فكان اليهود يعتبرون انهم هم البنين ، وان الامم كلهم هم الكــلاب (رمزا لنجاستهم ) ، وقد كان الامم ايضا يقولون عن انفسهم هذا الكلام " فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام" (ملوك الثاني 8 : 13) ، اذا فكأن يسوع بترديده للكلام المعتاد لليهود امام المرأة الكنعانية ( الآممية ) فكانه يقول لتلاميذه الستم تقولون هكذا على غير اليهود ؟؟ اليس هذا هو الحكم الذي يفترض ان يكون صادرا عليها حسب فهمكم القاصر ، فانظروا ماذا سوف تفعل هي ، وماذا سوف أنا.

كانت هذه المرأة فينيقية سورية ، او بمعنى آخر وثنية أممية يونانية ، تسكن في منطقة صور وصيدا حيث يتعبد الناس هناك الى الآلهة عشتاروت آلهة الجمال عند الفينيقيين ، وكانت هذه العبادة تتركز في القمر كمركز لالهة الجمال ، وكانت العبادة تتمثل في أمرين أساسيين ، يعبران عن الحضارة اليونانية في ذلك التاريخ : هما الجمال والشهوة .

ولعلنا نذكر ان الفلسفة الابيقورية كانت من أهم الفلسفات وأكثرها شيوعا في تلك الحقبة الزمنية ، كان قوامها ( أن نأكل ونشرب لان غدا نموت ) وهي كما نرى اشبه بالفلسفات الوجودية الملحدة التي تدعو الى الشهوات الانطلاقية والاندفاعات العارمة ، ولا حاجة ان نقول بأن هذا الانطلاق الشهواني سينتهي بالانسان الى ان يأخذ من الحياة ما يستطيع من اكل وشرب وجنس ومتعة وتصل به الى نوع من الحياة البهيمية العارمة التي تنحط بالانسان الى مدارك الحيوانات اقرب منها الى الانسان ، ومن هنا يصح ان نطلق عليها حياة الكــلاب بكل ما تشمل الكلمة من معنى الاتساخ والقذارة ، ورغم اننا لا يمكن ان نجزم بان المرأة كانت تعيش هذه الحياة ، الا اننا لا نستطيع ان نستبعد انه ربما كانت ابنتها التي يصرعها الروح النجس قد جاءت نتيجة حياة فاسدة شهوانية كهذه ( الأمر الذي اشار اليه السيد المسيح في حديثه مع المرأة الفينيقية ) .

المرأة الفينيقة وحياة الايمان :

على انه من الواضح ان المراة وهي تقترب من المسيح كانت تقر بجحدها الايمان باي يقين بديانتها والهتها الوثنية القديمة ، اذ لم ترى فيها سوى الافلاس الكامل الرهيب والعجز تجاة مآساة ابنتها التي كانت تعاني أقسى درجات المعاناة من روح شرير نجس حتى انها جاءت صارخة ومتوسلة ومعترفة للسيد بانه المسيح ابن داود (ارحمني يا سيد يا ابن داود ، ابنتي مجنونة جدا .. يا سيد أعني )( متى 15 : 22 و 25)

الآن نحن نستغرب معاملة المسيح للمرأة الفينيقية ونتساءل ، كيف ولماذا تعامل معها المسيح بهذه الطريقة التي تبدو لنا جافة وفظة وقاسية وعنيفة ؟؟
فها هو السيد المسيح حينما سمع توسلاتها وطلب المساعدة تصرف معها تصرفين لا نستطيع ان نربطهما بشخصه الوديع المحب ؟؟
الصمت اولا ، ثم الكلام القاسي ثانيا ؟؟؟

على ان الدارس الحقيقي سوف يصل الى ان هذا الاسلوب كشف ما يدور في ذهن المسيح اثناء حواره مع المرأة الفينيقية .

يقول القس الياس مقار في كتابه ( نساء في الكتاب المقدس – صفحة 228) ان المسيح الذي ترك أرض اسرائيل وتعدى حدودها وتخومها الى ارض وثنية كان يفكر فيما عاناه من اليهود من متاعب وآلام ورفض ، وكان يمر في ذهنه هذا السؤال الفاصل ، هل انتهت رسالته معهم ، وهل جاءت الساعة لينفض يديه تماما مما يمكن أن يربطه بكل علاقة بهم ، "الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله " (يوحنا 1 : 11 ) فهل يفتح الباب للآمم ، ربما يتصور البعض أن هذا السؤال كان سهلا أو هينا على ذهن المسيح ، وهذا غير صحيح ، بل لعله كان واحدا من أقسى الاسئلة التي أجاب عليها سيدنا المبارك .
أجل لقد كان هذا السؤال الحاسم في ذهن المسيح ، عندما جاء الى الارض الوثنية، الآرض التي يعيش فيها الكثيرون عيشة حيوانية بهيمية ، هي أقرب الى عيشة الخنازير والكــلاب ، وجائت المرأة لتلح عليه وتطلبه أن يشفي ابنتها التعسة المجنونة ، وكانت وهي لا تدري تنهض أمامه السؤال ، الذي أجاب عليه في الصمت أولا ، وهي تلح عليه ، وفي الكلام ثانيا بالقول : لم آت الا لخراف بين اسرائيل ( الضالة ) ، دعي البنين أولا يشبعون لآنه ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكــلاب .

ومن الجدير بالذكر ان كلمة الكــلاب اليونانية الاصلية المستخدمة في هذا النص تشير الى الكــلاب الصغيرة التي تربى في البيوت وتأكل من اصحاب البيت تحت موائدها وليست كــلاب الشوارع الضالة ، الا ان اللفظ في حد ذاته ، غريب في لغة المسيح ، الذي لم يقسُ على امرأة قط ، مهما كانت درجة انحطاطها وتبذلها بل على العكس ، كان شديد الترفق بالتعس والساقط والضال والمشرد من بني الانسان . ولا يستطيع أحد البتة أن يهون من التعبير أو يقلل من اثره ، مالم ندركه في الرؤيا الصحيحة التي كانت في ذهن المسيح في ذلك الوقت ، فلذلك اخذت هذه المرأة هذه المبادرة وقالت له ان الكــلاب ايضا تأكل من فتات الخبز الذي يسقط من مائدة البنين . وباستمرار طلبتها والحاحها ، اظهرت للجميع ايمانها القوى الذي عرفه فيها يسوع لاول وهلة رآها فيها ، واظهره ليكون مثلا وعبرة لكل اليهود ( البنين الذين كانوا لا يتمتعون بهذا المقدار من الايمان ، حتى في وطنه وبيته : " 57 فكانوا يعثرون به.واما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته. 58 ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم" ( متى 13 : 57 – 58 ) ، او حتى بين اسرائيل نفسها التي اتي منها واليها ".الحق اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا." (متى 8 : 7)

فكأن يسوع يضرب بايمانها المثل ، ويبكت به ( ويلوم ) ايمان اليهود الضعيف بايمان غير اليهود القوي . الا يعزينا هذا بان الله ايضا يؤخر استجابة صلواتنا وطلباتنا اليه لكي يمتحن قوة ايماننا وتشبثنا في الايمان به وبقوته وقدرته ؟

لقد كان اليهود يعتقدون أن الأمم ليسوا الا مجموعة من الخنازير والكــلاب تعيش في مستنقع الأوحال والفساد والدنايا ، وكان السؤال العجيب والغريب أمام ذهن المسيح هل يتبادل الاثنان الموقع والمجال والحال ؟؟ هل يأخذ من عاش عيشة الكــلاب الى مكان الابن ويطرح الابن الذي يسقط في أحط الدركات الى حياة الحيوان التي يصر عليها ويطلبها ، فيعيش كالكلاب أو ماهو أشر من ذلك ؟؟ الأجابة هي : أجل ولعل هذا هو الذي دعا السيد أن يقول ذات مرة لرؤساء الكهنة وشيوخ الشعب : " الحق أقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت السموات" (متى 21 : 31)، ولهذا السبب كتب "كامبل مورجان" ملاحظة تقول : أن المسيح لم يجب المرأة عندما استنجدت به كابن داود ، اذ صمت ، ولكنها اذ اتجهت اليه بالقول : ياسيد أعني ، مد لها يد المساعدة ، اذ لم يعد هو لليهود فحسب ، بل لجميع المحتاجين والمتألمين من الأمم على حد سواء ، كما لاحظ أن المسيح لم يقل لم آت الا الى خراف بينت اسرائيل ، بل قال خراف بيت اسرائيل ( الضالة ) وهو هنا لا يقصد اليهود ، بل يقصد جميع المؤمنين الذين يستجيبون لندائه بدون تفرقة بين يهود أو أمم .. أو كما قال في مناسبة أخرى : " ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبعي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد " (يوحنا 10 : 16)

على أن المسيح كان يقصد من الجانب الآخر ، وهو يتصرف هكذا مع هذه المرأة أن يشحذ ايمانها ويقويه ويخرجة على الصورة الرائعة المكتملةالتي شهد لها آخر الأمر ، ولقد صعد ايمانها بالضيق والاختفاء والصمت والكلام .
(نساء الكتاب المقدس-القس الياس مقار- صفحة 230)

نعم يا سيد . والكـــــــــلاب ايضا تحت المائدة تأكل من فتات البنين
اعترفت هنا ان الأمم اى الغرباء عن من هو المسيح المخلص تأكل من الخبز الفائض ايضا = أى تقبل المسيح الذى لم يأكله البنين و رفضوه
لهذا رد عليها الرب قائلا : لاجل هذه الكلمة اذهبي . قد خرج الشيطان من ابنتك
لأنها استطاعت ان تدرك بايمانها البسيط ان محبة الآب بابنه ستنال الغرباء أيضا و تشمل حتى من لم يعرفوا عنه الا بعد تبشيرهم من الأمم خارج البنين ، نعم عندما اعلنت المرأة ان الأمم تأكل من الخبز أيضا أظهرت أن المسيح المخلص جاء للكل فطوبها هو على ايمانها الذى ادركت به ما لم يستعلن للبنين بعد ايمانها ليس فقط فى الحاحها و لكن بالأحرى فى فهمها انه جاء للجميع البنين اولا ثم الأمم.

وهكذا انتصر هذا الايمان ، واضحى رمزا رائعا للمواقع المتبادلة في الايمان المسيحي ، اذ قسوة ابناء الملكوت من اليهود ، فتح الباب أمام الأمم للخلاص (روميه 11 : 25)، وجاء بهم حظيرة واحدة ورعية واحدة وراع واحد (يوحنا 10 : 16) وهكذا تحقق قول يوحنا في مطلع انجيله " الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ، وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه "( يوحنا 1: 11 و 12) وايضا قول المسيح " ولكن كثيرون اولون يكونون آخرين وآخرون اولين" (متى 19 : 29)

خراف بيت اسرائيل الضالة :

وهذا أيضا ردا على من يسيئون فهم واستيعاب قول المسيح : " لم آت الا لخراف بيت اسرائيل الضالة " على انها المقصود منها اليهود فقط ، اذ ان كل انسان لم يكن يعرف الله هو بالنسبة له من خراف بيت اسرائيل الضالة اولاد ابراهيم ، اذ ان الله قادر ان يقيم من الحجارة أولادا لابراهيم (متى 3 : 9) و ( لوقا 3 : 8)

فبجانب شفاء ابنة المرأة الكنعانية هناك ايضا قائد المائة الذي شفي له يسوع (عبده او غلامه ) وبالطبع نحن نعرف ان قائد المائة روماني ( أممي وليس يهودي ) وقد امتدح يسوع ايمانه وقال عنه انه لم يجد ايمان مثله في اسرائيل وبين اليهود (متى 8 : 5 – 7)

وايضا، شفي يسوع عشرة رجال برص ، منهم كان رجلا سامريا ، وهو الوحيد الذي رجع ليقدم ليسوع الشكر بعد شفائه وامتدح يسوع فعله بالرغم من انه غريب الجنس ( لوقا 17 : 12 – 18)

ولا يفوتنا طبعا مقابلته مع المرأة السامرية ( غير يهودية ) ويمكنك ان تقرأ قصتها بالكامل في انجيل يوحنا الاصحاح الرابع ( وقد بقي في قريتها لمدة يومين – مع السامريين ) .

الآن يمكنك انت ايضا ان تنظر الى حالك هل تعيش فعلا بعيدا عن الله في حياة مهينة وغير مقدسة ، ربما تحتاج انت ايضا ان تأتي اليه تائبا ومعترفا بانك من خراف بيت اسرائيل الضالة .

مع خالص تحياتي ومحبتي للجميع

الرد على شبهة اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفرا يولد الانسان

سلام المسيح رب المجد






يتناول البعض من غير المسيحين بالسباب بكلمة جحش الفرا بدون معرفة بمعني اصلا لفظ جحش الفراء او بما قاله الكتاب المقدس او حتي ادني علم بمن قائل هذا الكلام ولماذا قيل او حتي سياق الكلام فهم كالعادة يتخذون النص من سياقة مقتطفين اياه متهللين بجهل شديد






لكن من محبتنا لشخصهم سنعلمهم حتي لا يضحك علي عقولهم احد فهم بسطاء وواضح من كلامهم






بداية






اول شيئ يجب ان نعرفة جيدا






في سفر ايوب نجد حوار بين ايوب واصدقائة الثلاثة المسمين: اليفاز التيماني, وبلدد الشوحي, وصوفر النعماني


+ أليفاز التيماني: لاهوتي متدين أشبه بالفريسيين استنبط براهينه من دروس تعلمها في حلم أو رؤيا


+ بلدد الشوحي: اعتمد علي أمثال قديمة (8: 2 - 13)




هام + صوفر النعماني: ظن أنه صاحب معرفة وحكمة، اعتمد علي خبرته وتفكيره العقلي




وبكدة عرفنا فكرة مبسطة عن موضوع الاصحاح






قبل ان ابدء في الرد علي الاية




هنا نتسال عدة اسالة ثم نذهب الي عمق الشبهة


من قائل كجحش الفرا ؟!
و هل الرب ؟!
أم أيوب البار ؟!


أم أحد الانبياء ؟!
ليجاوب الاصحاح عن نفسة فقال احد الاباء عندما سالة احدهم قوم دافع عن الكتاب المقدس قال الاب انا لا ادافع عنة فالكتاب يدافع عن نفسة هل ادافع عن اسد ام اطلقة يدافع عن نفسة فبنفس المبدء سنري عدم فهم المعترضين من الكتاب نفسة






احب ان نقرا الاصحاح






11: 1 فاجاب صوفر النعماتي و قال




11: 2 اكثرة الكلام لا يجاوب ام رجل مهذار يتبرر




11: 3 اصلفك يفحم الناس ام تلخ و ليس من يخزيك




11: 4 اذ تقول تعليمي زكي و انا بار في عينيك




11: 5 و لكن يا ليت الله يتكلم و يفتح شفتيه معك




11: 6 و يعلن لك خفيات الحكمة انها مضاعفة الفهم فتعلم ان الله يغرمك باقل من اثمك




11: 7 االى عمق الله تتصل ام الى نهاية القدير تنتهي




11: 8 هو اعلى من السماوات فماذا عساك ان تفعل اعمق من الهاوية فماذا تدري




11: 9 اطول من الارض طوله و اعرض من البحر




11: 10 ان بطش او اغلق او جمع فمن يرده




11: 11 لانه هو يعلم اناس السوء و يبصر الاثم فهل لا ينتبه




11: 12 اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان




11: 13 ان اعددت انت قلبك و بسطت اليه يديك




11: 14 ان ابعدت الاثم الذي في يدك و لا يسكن الظلم في خيمتك




11: 15 حينئذ ترفع وجهك بلا عيب و تكون ثابتا و لا تخاف




11: 16 لانك تنسى المشقة كمياه عبرت تذكرها




11: 17 و فوق الظهيرة يقوم حظك الظلام يتحول صباحا




11: 18 و تطمئن لانه يوجد رجاء تتجسس حولك و تضطجع امنا




11: 19 و تربض و ليس من يزعج و يتضرع الى وجهك كثيرون




11: 20 اما عيون الاشرار فتتلف و مناصهم يبيد و رجاؤهم تسليم النفس




++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








نجد افتتاحية الاصحاح


يوضح لنا من هو المتكلم




11: 1 فاجاب صوفر النعماتي و قال




لاحظ عزيز القارئ الايات فستجد ان اللون الاحمر يصف صوفر النعماني قدرات الله واللون الاخضر ليوضح مدي عظمة الله ومدي عدم استيعاب الانسان لهذة العظمة




لعل المعترض يقول اليس جميع الكتاب موحي به من الله نعم موحي به لكن ما هو مفهوم الوحي عندك كل كلمة موجودة في الكتاب بسماح من الله فنجد الكتاب ذكر كلام الشيطان نفسة وتجربتة لحواء وادم وهذه الجملة على لسان النعماتي ولا بعارض الوحي لانه ايضا الشيطان تكلم وغيرة




و هنا نلاحظ ان الآيات كلها هى مقارنة بين قدرات الإله و قدرات جنس الانسان أجمع


فقد استعرض صوفر النعمانى عٍظَمْ قدرات الإله و بعد أن انهى تمجيده لقدرات الإله الخالق ايلوهيم قال اما الرجل ( و المعنى جلى واضح هو جنس الانسان Man Kind ) ففارغ عديم الفهم ( بالمقارنة بقدرات الإله الخالق إيلوهيم ياهوا ) فهذا الانسان عند ولادته يكون عاجزا حتى عن الكلام و التفكير و كانه جحش ( الجحش هو الحمار الوليد الرضيع عند ولادته - فوليد الحار الرضيع لا يطلق عليه حمارا الا اذا اصبحبالغا يافعا )


بخصوص اية




11: 12 اما الرجل ففارغ عديم الفهم و كجحش الفراء يولد الانسان


اولا ملاحظة نجد الكتاب المقدس قال كجحش وليس جحش كجحش الفرا يولد الانسان


حتي بالعودة الي النص الانجليزي




King James Bible


For vain men would be wise, though man be born like a wild ass's colt.


American King James Version


For vain men would be wise, though man be born like a wild ass's colt.


American Standard Version


But vain man is void of understanding, Yea, man is born as a wild ass's colt.


Douay-Rheims Bible


A vain man is lifted up into pride, and thinketh himself born free like a wild ass's colt.


Darby Bible Translation


Yet a senseless man will make bold, though man be born like the foal of a wild ass.


English Revised Version


But vain man is void of understanding, yea, man is born as a wild ass's colt.


Webster's Bible Translation


For vain man would be wise, though man is born like a wild ass's colt.


World English Bible


An empty-headed man becomes wise when a man is born as a wild donkey's colt.
طبعا في ترجمات كثيرة ليس هذا موضوعنا


فصوفر صاحب ايوب قال كجحش الفرا بيكلم صديقة


يقارن مجازيا بين علم ايوب وبين علم الله واى مقارنه هذة الذى تجمع بين الله الكلى المعرفة وبين ايوب الأنسان البسيط






من هو جحش الفرا:هو مولود الحمار الوحشي كما جاءة ايضا في الترجمات العربية




(ALAB)يصبح الأحمق حكيما عندما يلد حمار الوحش إنسانا.


(2SVD)أما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفرا يولد الإنسان.


(GNA)أيصير فاقد العقل عاقلا، أم يولد حمار الوحش إنسانا؟


(JAB)بذلك يتعقل الجاهل وكجحش الحمار الوحشي يولد الإنسان.








وايضا قاموس المحيط


الجَحْشُ، كالمَنْعِ: سَحْجُ الجِلْدِ وقَشْرُهُ من شيءٍ يُصِيبُهُ، أو كالخَدْشِ، أو دونَهُ، أو فَوقَهُ، وولدُ الحِمارِ


الفَرَأْ،كَجَبَلٍ وسَحَابٍ: حِمارُ الوَحْشِ، أو فَتِيُّهُ،


فصوفر قال ان الانسان عندما يولد يكون مثل مولود الحمار الوحشي في المعرفة الذي منتشر في البيئة المحيطة الصحراوية


طيب لماذا مولود الحمار الوحشي بالذات






نرجع بالزمن لعصر ايوب




وصوفر قبل ان نتكلم في شيئ لا نفهم فية اين كان يسكن ايوب ؟!




في أرض عوص




Lamentations 4:21 (Arabic Bible (Smith & Van Dyke))




21 اطربي وافرحي يا بنت ادوم يا ساكنة عوص. عليك ايضا تمر الكاس. تسكرين وتتعرين








http://en.wikipedia.org/wiki/File:Edom.png




http://en.wikipedia.org/wiki/The_Land_of_Uz




فنجد ان المنطقة في ارض عوص صحراوية فاستعان صوفر بمثل جحش الفرا اي مولود الحمار الوحشي الذي من المعروف انة ينتشر في البيئة الصحراوية فاستعان بمثل بما كان متوفر بكثرة امامة وبما راه




ولعلنا نرجع ايضا للتاكيد من سفر ايوب اصحاح 39 سنجد انه كان يعيش في صحراء




39: 5 من سرح الفراء حرا و من فك ربط حمار الوحش




39: 6 الذي جعلت البرية بيته و السباخ مسكنه




39: 7 يضحك على جمهور القرية لا يسمع زجر السائق




39: 8 دائرة الجبال مرعاه و على كل خضرة يفتش




39: 9 ايرضى الثور الوحشي ان يخدمك ام يبيت عند معلفك




39: 10 اتربط الثور الوحشي برباطه في التلم ام يمهد الاودية وراءك




39: 11 اتثق به لان قوته عظيمة او تترك له تعبك




39: 12 اتاتمنه انه ياتي بزرعك و يجمع الى بيدرك




39: 13 جناح النعامة يرفرف افهو منكب راوف ام ريش




39: 14 لانها تترك بيضها و تحميه في التراب




39: 15 و تنسى ان الرجل تضغطه او حيوان البر يدوسه




39: 16 تقسو على اولادها كانها ليست لها باطل تعبها بلا اسف




39: 17 لان الله قد انساها الحكمة و لم يقسم لها فهما




39: 18 عندما تحوذ نفسها الى العلاء تضحك على الفرس و على راكبه




فهذة البيئة التي نشا فيها ايوب وصوفر صديقة فعندما كان يتكلم صوفر كان يكلم ايوب كصديق واستعمل اسلوب هذة البيئة في كلامة لايوب ان الانسان عندما يولد فيكون اشبهة بمولود الحمار الوحشي الذي عادتا يتميز بعدم الفهم








ايوب 11: 12 اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان.
اولا المتكلم هنا هو رجل اسمه صوفر النعماني, وهذا السفر هو حوار بين ايوب واصدقائه الثلاثة: اليفاز التيماني, وبلدد الشوحي, وصوفر النعماني كما وضحنا
بالرغم من هذا ليس كلام الله بوحي اليه كما اوحى لانبيائه
ولكن ان كلامه يعني ان الانسان يولد بلا معرفة كالحيوان ولولا بلوغه بين البشر مثله لما عرف ولما تعلم ولما تكلم !
فنستنتج




1. ان قائل الجملة هو رجل اسمة صوفر صديق ايوب اعتمد علي تفكيرة وحكمتة الشخصية


* ان هذا تشبية كجحش الفرا وليس جحش الفرا وبالترجمات الانجليزية ايضا


* ان قائل هذا الكلام ليس تشريع من الله او نبي ينقل كلام الله بل شخص عادي كتب كلامة كما كتب كلام غيرة بسماح من الله فالكتاب ايضا ذكر كلام الشيطان


* ان الرجل كان يقصد ان الانسان عندما يولد يكون كمولود الحمار الوحشي لا يفهم شيئ في اي علوم من الحياة وهذا حقيقي فاين منا عندما يولد يعلم شيئ في كافة علوم الطبيعة او الحياة


* ونلاحظ ايضا انو بفكرة الشخصي قال لما يولد مقلش انو هيبقي كدة طول حياتة لا دية في ساعة ولادتة


تفسير القمص انطونيوس فكري












الأيات 7-12:- "االى عمق الله تتصل ام الى نهاية القدير تنتهي، هو اعلى من السماوات فماذا عساك ان تفعل اعمق من الهاوية فماذا تدري، اطول من الارض طوله واعرض من البحر، ان بطش او اغلق او جمع فمن يرده، لانه هو يعلم اناس السوء ويبصر الاثم فهل لا ينتبه، اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان".
هنا شهادة طيبة من صوفر عن الله. ثم عن غرور الإنسان وحماقته أإلي عمق الله تتصل= الله لا يمكن إدراكه فهو لا نهائي وغير محدود، ومداركنا المحدودة لا تدركه، لذلك نعجز علي الحكم علي مشورته وأعماله، وعندما ننتقد تصرفات الله فنحن نتحدث عما لا نفهم. أم إلي نهآية القدير تنتهي= حسب الترجمة الإنجليزية "أتستطيع بالبحث أن تكتشف الله، أتستطيع أن تكتشف القدير اكتشافا كاملاً فإذا كانت العين لا تدرك نهآية المحيط أفندرك أعماق الله. فالله أعلي من السموات. . . = ولنلاحظ أنه حتي الأن لم يكتشف الإنسان السماء والأرض والبحر اكتشافاً كاملاً. وهنا صوفر يستخدم ألفاظ (أعلي/ أعمق/ أطول/ أعرض) لإثبات أن طبيعة الله غير مدركة ولا نهائية، وبولس الرسول في أف 18:3، 19 إستخدم نفس الألفاظ لندرك أن محبة الله غير محدودة وغير مدركة ولا نهائية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). والله له السلطان المطلق. . . إن بطش= بأن يسمح بموت إنسان أو أذيته. أو أغلق= أي سجن إنسان أو سمح بوضع إنسان في شبكة مصائب كما يقبض الصياد علي فريسته (ولقد سبق أيوب وإشتكي بأن الله كأسد وقد إصطاد أيوب)
أو جَمَع= مترجمة في ترجمات أخري "جَمَع قضاته" ليحكموا علي المذنب فمن يرده= أي من يمنعه. لأنه هويعلم= نحن لا نعلم سوي القليل عنه لكنه هو يعلم كل شئ. ومعرفته كاملة. والعكس. . . أما الرجل ففارغ عديم الفهم= ما هو الإنسان بالمقارنة مع الله. ولقد خلق الله آدم وله الحكمة النسبية ولكنه بالخطية فقد كثيراً من حكمته وكلما إزداد الإنسان حمقاً في طريق الخطية يفقد حكمته بالأكثر ويصير مخلوق عنيد مثل حمار الفرا وهو حيوان بري يتميز بأنه لا يمكن إخضاعه. وقوله كجحش الفرا يولد الإنسان= صحيح ويدل علي الطبيعة المتمردة للإنسان "بالخطية ولدتني أمي" ولكن الله قادر علي تغيير طبيعتنا (موسي الأسود) جحش الفرا = حمار الوحشي ومع طبيعة الإنسان الفارغة فهو متكبر. . . وهل يصلح لمثل هذا الإنسان أن يناقش الله.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي


5. علم الله شامل
لأَنَّهُ هُوَ يَعْلَمُ أُنَاسَ السُّوءِ،
وَيُبْصِرُ الإِثْمَ فَهَلْ لاَ يَنْتَبِهُ؟ [11]
نحن نعرف عنه أقل القليل، أما هو فيدرك كافة أسرارنا حتى الخفية عنا. هو يعرف أناس السوء حتى وإن حسبناهم أو حسبوا أنفسهم أبرارًا، وهو يبصر الإثم الذي نرتكبه خفية. الأشرار مكشوفون أمامه، والشر لا يمكن أن يُخفى عنه. "فهل لا ينتبه؟" أي هل يقف في سلبية أمام الأشرار والشر، حتى وإن غض النظر إلى حين؟
v "لأنه يعلم بطلان البشر، عندما يبصر الإثم أيضًا، فهل لا ينتبه؟" [11]... هنا يلاحظ الترتيب حسنًا، فيصف أولا البطلان أنه يُعرف، وبعد ذلك الإثم أنه يُنتبه إليه. فإن كل إثمٍ هو باطل، وليس كل بطلان هو إثم. فإننا نمارس أمورًا باطلة مادمنا نعمل ما هو زائل. في هذا يزول الشيء من أعين الممسك به، ويقال عنه إنه "باطل". يقول المرتل: "إنما كخيال يتمشى الإنسان" (مز 39: 6)
البابا غريغوريوس (الكبير)
أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْم،ِ
وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ [12].
يقول صوفر إن الإنسان ذاته صار بعد السقوط فارغًا عديم الفهم، لأنه حرم نفسه من حكمة الله. صار "يشبه البهائم التي تُباد" (مز 49: 20). صار غبيًا كالحمار الوحشي (جحش الفرا) الذي تعود أن يسكن البرية. في غباوته يظن أنه حكيم، فلا يريد أن يخضع لأحكام الله، بل يقاوم، ظانًا أنه يعرف الحق والعدل.
ما قاله صوفر هو حقيقة سقط فيها الإنسان بوجه عام، لكن ما يشوب كلامه أنه يعني أيوب دون أصدقائه، فيحسبه في مرتبة حيوانات البرية الغبية، والتي بلا نفع. لكن إذ يتحدث عن نفسه يحسب نفسه حكيمًا، يقدم مشورة صادقة وفعالة!
v "المائت مولود المرأة كجحش البرية" [12]. يشير بهذه الكلمات إلى أيوب، مساويًا إياه بجحش البرية. إذ قال: "لأن سهام الرب في جسدي... هل ينهق جحش البرية بلا سبب، إن لم يكن باحثًا عن طعام؟" (6: 4، 5). بمكرٍ يقول صوفر: لماذا يتحدث عن مائت مولود من امرأة، بمعني عن رجل من رجل، مادام أيوب نفسه يقارن نفسه بجحش البرية. لهذا يقول صوفر: "عبثا يختفي في تعقلانه" [12]. بهذه الكلمات الباطلة التي لا جدوى منها يحدر أيوب إلى التفاهة، إذ يقول صوفر أنه يجب أن يعوي كثيرًا جدًا ولا يتنهد كثيرًا متجنبًا أن يكون إنسانًا. إنه يقارنه بجحشٍ يتضور جوعًا.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
v "الرجل الفارغ (الباطل) ينتفخ في كبرياء" هذه هي نهاية البطلان. الكبرياء يفسد القلب بالخطية فيجعله متوقحًا بالإثم، حتى بتجاهل إثمها لا تشعر النفس بالحزن على فقدانها براءتها، وتصاب بالعمى كجزاءٍ عادلٍ، وربما تنفصل عن التواضع أيضًا. كثيرًا ما يستعيد القلب لنفسه شهوات شريرة، متخليًا عن نير مخافة الرب، وكأنه يصير في حرية لارتكاب الشر. إنه يصارع ليجعل الشر في حيز العمل متساهلاً مع نفسه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
إن كان الإنسان قد نزل إلى غباوة بعض الحيوانات بل والحشرات، وذلك بكبرياء قلبه وتشامخه على الله مصدر الحكمة، فإن حكمة الله صار إنسانًا، لكي يرتفع به إلى الحكمة السماوية، يتمتع به ويتحد معه. بالتجسد الإلهي، خاصة بصعود السيد المسيح، ارتفعنا به من انحطاط الحيوانات إلى الحكمة السماوية.
v انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح... ويوضح بولس ذلك إذ يقول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا". وأين نزل؟! "إلى أقسام الأرض السفلى" وصعد إلى "فوق جميع السماوات" (أف 4: 9-10).
افهموا من هذا الذي صعد؟!...
إنني أتأمل في عدم استحقاق جنسنا حتى أدرك الكرامة التي نلناها خلال مراحم الرب المملوءة حنوًا. فإننا لم نكن سوى تراب ورماد...
لقد صرنا أكثر غباء من الحيوانات غير العاقلة، إذ صار الإنسان يقارن بالحيوانات غير العاقلة، وقد صار مثلها (مز 48: 21). وإذ يصير الإنسان هكذا مثلها إنما يكون أردأ منها. لأنها هي هكذا بحكم طبيعتها، أما عدم تعقلنا نحن الخليقة المزينة بالعقل فهذا بإرادتنا...
وهكذا عندما تسمع عن الإنسان أنه صار كالحيوانات غير العاقلة، فلا تظن أنه صار مساويًا لها، بل أحط منها. لا بمعنى أنه نزل إلى مستوى أقل منها، بل إذ ونحن بشر صرنا إلى هذه الدرجة الشديدة من الجمود...
هذا ما يعلم به إشعياء بوضوح قائلاً: "الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم" (إش 1: 3).
لكن ليتنا لا نضطرب بسبب معاصينا القديمة، لأنه حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا (رو 5: 20).
لقد رأيتم كيف صرنا أكثر غباء من الحيوانات، فهل تريدون أن تروا كيف صرنا أكثر عدم تعقل من الطيور؟!
"اليمامة والسنونة المزقزقة حفظنا وقت مجيئها. أمَّا شعبي فلم يعرف قضاء الرب" (إر 8: 7).
انظروا كيف صرنا أكثر غباء من الحمار والثور وطيور السماء واليمامة والسنونة، أتريدون أيضًا أن تروا ماذا قد بلغ إليه غباؤنا؟!
إنه يرسلنا إلى النمل لنتعلم منه الحكمة "اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيمًا" (أم 6:6).
لقد صرنا تلاميذ للنمل، نحن الذين خلقنا على صورة الله ومثاله. ولكن لم يكن خالقنا هو السبب، بل نحن السبب إذ لم نرد أن نبقى على صورته ومثاله.
ولماذا أتكلم عن النملة فقط، فإننا قد صرنا أكثر جمودًا من الحجارة؟! هل أقدم دليلاً على ذلك؟ "اسمعي خصومة الرب أيتها الجبال ويا أسس الرب الدائمة. فإن للرب خصومة مع شعبه" (ص 6: 2).
إنه يدين الإنسان مستدعيًا أسس الأرض... لأن الناس صاروا أكثر جمودًا من أسس الأرض.
إلى أي مدى من عدم الحكمة يريدون أن يصلوا بعد؟! إذ صاروا أكثر غباء من الحمار وعدم حساسية من الثور، وعدم فهم من اليمامة والسنونة، وعدم حكمة من النملة، وأكثر جمودًا من الحجارة، بل ويشبهون الأفاعي (راجع مز 58: 5)...
ولماذا أتكلم بعد عن الخليقة غير العاقلة، فإننا قد صرنا (في شرنا) ندعى أبناء إبليس، إذ يقول "أنتم من أب هو إبليس" (يو 8: 44).
ومع ذلك فبالرغم من أننا جامدو الحواس، وناكرو المعروف، وأغبياء وأكثر قسوة من الحجارة، وهكذا صار انحطاطنا وعدم استحقاقنا... لكن اليوم ارتفعت طبيعتنا فوق كل الخليقة!
القديس يوحنا الذهبي الفم
إِنْ أَعْدَدْتَ أَنْتَ قَلْبَك،َ
وَبَسَطْتَ إِلَيْهِ يَدَيْكَ [13].
إن كان الله لا يمكن إدراك أبعاده - إن صح التعبير - وهو صاحب السلطان، والعالم بكل شيءٍ، فمن الجانب الآخر لا يدرك الإنسان كمال الله وكمال معرفته، بل ولا حتى الأسرار الخاصة بالطبيعة البشرية. لذا لاق بالإنسان عوض نقد تصرفات الله أن يلجأ إليه بالصلاة، وينزع كل ما هو غريب عن الله من إثمٍ وظلمٍ، فيرفع الله وجهه، ويهبه بركات لا حصر لها.
إِنْ أَبْعَدْتَ الإِثْمَ الَّذِي فِي يَدِكَ،
وَلاَ يَسْكُنُ الظُّلْمُ فِي خَيْمَتِكَ [14].
يطلب صوفر – كما فعل زميلاه من قبل - أن يلجأ أيوب إلى الله بقلبه كما بسلوكه العملي، فلا يحمل رياءً ولا خداعًا، حتى يستجيب الله لصلاته.
قدم نصيحة صادقة عن التوبة، لكن لا نعلم ماذا كانت نية صوفر، هل يطلب فعلاً توبته، أم كان يود تأكيد شر أيوب وريائه.
يطلب منه أن يعد قلبه بالنقاوة وأن يبسط يديه بالمثابرة في الصلاة كمن يريد أن يمسك بالله ولا يتركه حتى يباركه، كما فعل أبونا يعقوب.
يطالبه صوفر بالكف عن الإثم، وطرد الظلم من خيمته. طلب عجيب لإنسان يقطن في مزبلة، يلبسه الدود كرداءٍ، وتحوط به القروح من أخمص قدميه إلى رأسه. أي إثم يمكن أن يمارسه بيدين تنزفان بلا توقف؟ وأي خيمة يطرد منها الظلم وهو يعيش في مزبلة؟
v كل خطية ترتكب إما بالفكر وحده أو بالفكر والعمل معًا. لهذا فإن "الإثم في يدك" هو إثم بالعمل. أما "الشر في الخيمة" فهو الظلم في القلب، فإن قلبنا يُدعى بحق خيمة، فيها نُدفن في داخلنا عندما لا تظهر أنفسنا في الخارج خلال العمل.
كان صوفر صديقًا لشخصٍ بارٍ يعرف ما يجب أن يُقال، لكنه هو نفسه إذ يحمل الشبه للهراطقة، في توبيخه لشخصٍ كهذا، لا يعرف بحق كيف يقدم حتى ما يعرفه. فإنه يأمرنا أولاً أن ننزع الإثم عن اليد، وبعد ذلك نزيل الشر من الخيمة. فإن من يقطع من نفسه كل الأعمال الشريرة الخارجية يلزمه بالضرورة أن يعود إلى نفسه، ويمتحن نفسه بحكمة من جهة قلبه، لئلا الخطية التي لم تعد تمارس بالفعل تبقي متخلفة في الفكر. لذلك حسنا قال سليمان: "هيئ عملك في الخارج، وأعده في حقلك، بعد ذلك تبني بيتك" (أم 24: 27). فإنه ماذا يعني عندما يهيأ العمل حتى يعد الحقل بنشاط في الخارج سوى أن نقتلع أشواك الشر، حتى نعمل حاملين ثمار المكافأة؟ وبعد حرث الحقل ماذا بعد ذلك من العودة إلى بناء بيتنا، سوى أننا غالبًا ما نتعلم من الأعمال الصالحة النقاوة الكاملة للحياة التي يلزم أن نبنيها في أفكارنا.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v تُعطى التوبة للبشرية كنعمةٍ فوق نعمةٍ. التوبة هي ميلاد ثانٍ من الله، ننال عربونه في العماد، ونناله كعطية خلال التوبة.
التوبة هي مدخل الرحمة المفتوح لجميع طالبيها. خلال هذا المدخل ندخل إلى الرحمة الإلهية، وباعتزال هذا المدخل لا يقدر أحد أن يجد رحمة.
إذ "أخطأ الجميع" كقول الكتاب الإلهي، "يتبرّرون مجّانًا بالنعمة" (رو 23:3-24). التوبة هي النعمة الثانية، تولد في القلب كثمر للإيمان والمخافة.
المخافة هي العصا الأبوية التي تقودنا حتى إلى عدن الروحية، لكن ما أن نبلغ هناك تتركنا وترجع.
عدن توجد في الحب الإلهي، حيث فيه فردوس كل التطويبات. هذا هو الموضع الذي فيه نال القديس بولس قوتًا فائقًا للطبيعة. إذ ذاق شجرة الحياة تعجّب قائلاً: "ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر، ما أعدّه الله للذين يحبونه" (1 كو 9:2)[483].
القديس مار اسحق السرياني
v لا يوجد مرض يمكن أن يصيب النفس إلا وتُقدم له كلمة الرب دواءً. وكما توجد أدوية مركبة يقوم الأطباء بخلطها ومزجها لمعالجة الأمراض الجسدية، هكذا توجد أدوية مركبة يعدها روح الرب لمعالجة شهوات الخطية ومواجهتها، فيقدر من يشعر بالمرض أن يجد الدواء قريبًا منه، ويتمتع بالشفاء.
جميع الأمراض تُشفي بما يضادها، فالأمراض التي تتسبب من البرد تُشفي بالأعشاب الساخنة الحارة، والأمراض التي تتسبب من الحرارة تُشفي بواسطة الأعشاب المرطبة...
تعلَّم إذن من هذا أيها الحكيم، يا من تريد شفاء أمراض نفسك، وأفعل لنفسك ما يصنعه علم الطب مع الجسد. فإن الأمور التي على المستوى الخارجي قد وضعت أمام عيوننا كمثال نحتذي به بالنسبة لما يمس المستوى الداخلي، فتُشفي نفوسنا بنفس الطريقة التي تُشفي بها أجسادنا.
إذن لنُعدّ الدواء المضاد لمواجهة كل شهوة:
ضد الشك: الإيمان،
وضد الخطأ: الحق،
وضد الارتياب: اليقين،
وضد الخبث: البساطة،
وضد الكذب: الصراحة،
وضد الخداع: الصدق،
وضد الاضطراب: الوضوح،
وضد القسوة: الحنان،
وضد الوحشية: الرأفة،
وضد الشهوة الجسدية: الشهوة الروحية،
وضد اللذة: الألم،
وضد فرح العالم: فرح المسيح،
وضد الأغاني: التسابيح الروحية...
وضد الحزن: الفرح،
وضد الإعجاب والفخر بأنفسنا: الرجاء الصادق في الله،
وضد الرغبات الجسدية: الرغبات الروحية،
وضد النظرة الجسدية: النظرة الروحية...
وضد التطلع إلى الأمور المنظورة: التفكير في ما لا يُرى...
وضد الارتباط بالعائلة الجسدية (بالنسبة للراهب): الارتباط بالعائلة السماوية،
وضد الحياة في مسكن أرضى: الحياة والسكنى في أورشليم العليا.
إذًا تُشفي جميع هذه الأمراض وما يشبهها بضدها.
من يشتهي الحياة السماوية يلزمه أن يتنازل عن الأمور الأرضية المادية، لأن اشتهاء أحدهما لا وجود له في داخلنا ما لم يمت الآخر. لا تُولد شهوة الروح في أفكارنا إلا بموت شهوة الجسد، فبموت الواحد يحيا الآخر.
عندما يكون الجسد عائشًا فينا بكل شهواته ورغباته، تكون النفس حينئذ ميتة بكل رغباتها[484].
القديس مار فيلوكسينوس
اغريغوريوس

2010-05-15

هل ناقض المسيح العهد القديم؟؟؟

الناسخ والمنسوخ فى الانجيل "ما جئت لانقض بل لاكمل"
سؤال:
لماذا لاتسير المسيحية بمبدا "عين بعين وسن بسن" مثلا ولا داعى لعبارة "من لطمك على خدك الايمن حول لة الاخر" وما يشابهها . الا وتكون قد نقضت الناموس؟!

الجواب:
قال السيد المسيح:
"لا تظنوا انى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل"
(مت 5 : 17)
++لاحظ ان السيد المسيح لم يقل فقط ما جئت لانقض وانما اضاف بل لاكمل.
++وعبارة انه جاء ليكمل لها معنيان:
اولا:انه جاء ليكمل فهم اليهود للشريعة.
فاليهود ما كانوا على فهم سليم للشريعة. حتى ان شريعة السبت مثلا كانوا يفهمونها بطريقة حرفية بحتة. فلا يعمل الانسان اى عمل فى السبت حتى فعل الخير .. لدرجة انة حينما قام السيد المسيح بمعجزو كبيرة . فى يوم سبت . وهى منج البصر لشخص مولود اعمى . قابلوا هذا الانسان بعد ان ابصر وقالوا لة ان الذى شفاه انسان خاطئ!! (يو 9: 24)لمجرد انة صنع المعجزة فى يوم سبت.
وقد جادلوا السيد المسيح فى عناد "هل يحل الابراء فى السبوت؟لكى يشتكوا عليه" (مت 12 : 10)


فماذا كان تكميل فهمهم فى وصية مثل "عين وعين وسن بسن؟
***وصية عين بعين وسن بسن "كانت للاحكام القضائية وليست للمعاملات الشخصي..
بدليل ان يوسف الصديق لم يعامل اخوته بوصية "عين وعين وسن بسن" ولم ينتقم لنفسة من الشر الذى صنعوه به. وانما اكرمهم فى مصر . واسكنهم فى ارض جاسات واعتنى بهم (تك 50 :17 :21)
وداود النبى لم يكافئ شاول شرا بشر بل احتركه فى حياته. وفى وفاته رثاه بعبارات مؤثره(2صم1: 17 - 25)



ثانيا: عبارة يكمل تعنى ايضا يكمل لهم طريق السمو والقداسة .
وبخاصة لان العهد الجديد بدات تزول فيه العبادات الوثنية التى كانت منتشرة طوال العهد القديم. وعمل الايمان فى قلوب الناس الى جوار عمل الروح القدس فيهم. ومؤازرة النعمة لهم. فكان يمكن لهم ان يتقدموا فى حياة الروح ويسلكوا بسمو اعلى من ذى قبل.

وتكملة الطريق الروحى ليس فيها نقض للقديم:
فمثلا :
قال لهم السيد المسيح
"سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن. وامات انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه" (مت 5 : 27 - 28)
+++هنا الوصيه القديمة "لا تزن " لا تزال قائمة لم تنقض. لكن اضيف اليها معنى اعمق وهو عفة القلب والنظر وليس مجرد عفة الجسد....

مثال اخر:
قال السيد المسيح
"قد سمعتم انه قيل لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم . واما انا فاقول لكم كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم" (مت 5 : 21 - 22)
+++هنا الوصية القديمة "لا تقتل " لا تزال قائمة لم ينقضها. ولكن اضيف اليها منع الغضب الباطل على اعتبار ان القتل خطوته الاولى هى الغضب.
كما ان الزنى خطوته الاولى هى شهوة القلب.

اذن السيد المسيح لم ينقض العهد القديم ولم ينسخه.
بل شرح روح الوصية ومنع الخطوة الاولى من الخطية.

2010-05-12

ثالوث فى واحد وواحد فى ثالوث بحث ممتع

الله واحد فى ثلاثة أقانيم .. ( بحث ممتع )
الله واحد في ثلاثة أقانيم


ناشــد حنــا



وحدانيـــة اللـــه

الثــالـوث الأقــدس

الفلاسفة الموحّدون والأقانيم الثلاثة

عقيـدة الثالوث ليست من الوثنية
تميـز أقانيـم اللاهـوت الثلاثـة





وحدانية اللـه





يخبرنا الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد أن الله واحد، لا إله إلا هو. ومجرد ذكر اسم "الله" بـ (ال التعريف) دليل على وحدانيته. واليك بعض الشواهد من الكتاب المقدس:
من العهد القديم:

"فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى الأرض مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ"(تثنية 4: 39). "اسمعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 6: 4) "أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي.بَاسِطٌ الأرض. مَنْ مَعِي؟" (إشعياء 44: 24) "أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سوَايَ"(إشعياء 45: 1). "أَلَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟" (ملاخي 2: 10).

ومن العهد الجديد:

"بِالْحَقِّ قُلْتَ لأَنَّهُ اللَّهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ" (مرقس 12: 32) "وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟" (يوحنا 5: 44)، "لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ" (رومية 3: 30) "وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً" (1كورنثوس 8: 4)، "وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ" (غلاطية 3: 20) "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ" (1تيموثاوس 3: 5)، "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ" (يعقوب 2: 19).

نوع وحدانية الله

قبل أن أبين بالأدلة العقلية والنقلية والمنطقية النوع الوحيد للوحدانية التي تليق بالله جل جلاله، وأؤيد ذلك بشهادة الفلاسفة الذين يؤمنون بالتوحيد، قبل ذلك أرجع إلى الكتاب المقدس الذي اقتبسنا منه بعض الآيات الدالة على وحدانية الله حيث نجد فيه صيغة الجمع(*) في اسم الله عز وجل، تلك الصيغة التي وردت في العهد القديم نحو ثلاثة آلاف مرة فضلا عن العبارات الكثيرة الواضحة التي نجد فيها لا ما يفيد الجمع فقط بل الثالوث بالتحديد. واليك بعض الشواهد الكتابية من العهد القديم:
أول آية في الكتاب المقدس هي "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض". وفي عدد 26 من نفس الإصحاح يقول الله "نَعْمَلُ الإنسان عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا"، وفي عدد 22 من الإصحاح الثالث يقول الله "هُوَذَا الإنسان قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا". وقوله تعالى كواحد يدل على وجود أقانيم في اللاهوت. وفي العدد السابع من الإصحاح الحادي عشر يقول الله "هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ ".
وفي (مزمور 45: 6-7) نقرأ "كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إلى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِدُهْنِ الاِبْتِهَاجِ ". وهنا نرى الآب والابن. وفي (المزمور الثاني) نجد الله الآب الماسح، والله الابن الممسوح، والروح القدس المسحة "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ" (1يوحنا 2: 20)، فنقرأ قول الآب عن الابن "أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي" (مز 2: 6). وقول الابن عن الآب "قال لي: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ" (ع7). وقول الروح القدس عن الابن "اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ" (ع 11، 12).
وفي (مزمور 110) نقرأ "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي "وهنا نرى الآب والابن. وفي (إشعياء 6: 8) نقرأ "مَنْ أُرْسِلُ (بالمفرد) وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا (بالجمع)؟"
وفي (إشعياء 48: 12، 16) نقرأ "أَنَا الأول وَأَنَا الآخِرُ (الابن)... مُنْذُ وُجُودِهِ (الآب) أَنَا هُنَاكَ (الابن). وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ (الآب) أَرْسَلَنِي (الابن) وَرُوحُهُ (الروح القدس) "وهنا نرى ثالوثاً في اللاهوت ثم إليك هذه الشواهد من العهد الجديد:
نقرأ في (متى 3: 16، 17) أن الرب يسوع له المجد عندما اعتمد من يوحنا في نهر الأردن انفتحت له السموات وأتى عليه الروح القدس "نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» "وهنا أيضاً نرى الأقانيم الثلاثة.
ونقرأ في (متى 28: 19) قول الرب يسوع لتلاميذه "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسم الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. "فنجد هنا أقانيم اللاهوت الثلاثة ونلاحظ أن الرب يسوع يقول "باسم"لا بـ "أسماء" لأن الثلاثة هم واحد، الله الواحد.
ونقرأ في (إنجيل يوحنا 14: 16، 17، 26) "وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إلى الأَبَدِ رُوحُ الْحَقِّ... وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسمي". وهنا نجد الأقانيم الثلاثة.
ونقرأ في (2كورنثوس 13: 14) "نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ". وهنا نجد الأقانيم الثلاثة.
ونقرأ في (غلاطية 4: 6) "بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إلى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ». "وهنا نرى الأقانيم الثلاثة. وكذلك في (أفسس 2: 18) حيث نقرأ "لأَنَّ بِهِ (بالمسيح) لَنَا كِلَيْنَا (اليهودي والأممي) قُدُوماً فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إلى الآبِ "وكذلك نقرأ فـي (رسالة يهوذا 20، 21) "مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ".
ولأن الله بثالوث أقانيمه هو إله واحد لذلك عندما يذكر الكتاب المقدس أقنومين أو أكثر لا يأتي بالفعل في صيغة المثنى أو الجمع بل في صيغة المفرد. مثال ذلك قوله "وَاللهُ نَفْسُهُ أَبُونَا وَرَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ يَهْدِي (بالمفرد) طَرِيقَنَا"(1تسالونيكى3: 11). وأيضاً "وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا... يُعَزِّي (بالمفرد) قُلُوبَكُمْ"(2 تسالونيكي 2: 16، 17). ونلاحظ في هذه الآية تقدم ذكر الابن عن الآب لأن الأقانيم الثلاثة واحد في اللاهوت. ومن الخطأ أن نقول: الأقنوم الأول، والثاني، والثالث. ونقرأ أيضاً "قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا (الآب) وَمَسِيحِهِ (الابن)، فَسَيَمْلِكُ (بالمفرد) إلى أَبَدِ الأبدينَ" (رؤيا 11: 15). وأيضاً "سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلَّهِ وَالْمَسِيحِ ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ" (بالمفرد) ألف سنة (رؤيا 20: 6). وأيضاً "وَعَرْشُ اللهِ وَالْحَمَلِ (المسيح الفادي) يَكُونُ فِيهَا (عرش واحد)، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ (بالمفرد) " (رؤيا 22: 3)

_________________________


(*) لا يمكن الاعتراض على استعمال صيغة الجمع بأنها صيغة تعظيم الذات لأن هذه الصيغة لا توجد في اللغة العبرية التي كتبت بها التوراة بدليل أن أقوال الملوك المدونة في التوارة هي بصيغة المفرد "أنا فرعون"، "أنا نبوخذ نصر". فضلاً عن ذلك فإن الله العظيم لا يحتاج إلى تعظيم ذاته.
الثالوث الأقدس


مما تقدم نرى أن الله أعلن ذاته في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، إلهاً واحداً لا نظير له ولا شريك في ثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح القدس. الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله، لا ثلاثة آلهة بل إله واحد، ذات واحدة، جوهر واحد، لاهوت واحد. ولكن ثلاثة أقانيم متحدون بغير امتزاج ومتميزون بغير انفصال. وكل أقنوم أزلي، أبدي، غير محـدود، لا يتحيز بمكان أو زمان، كلي العلم، كلي القدرة، كلي السلطان، لأن الأقانيم ذات واحدة.

وكلمة "أقانيم" كلمة سريانية، وهي الوحيدة في كل لغات العالم التي تستطيع أن تعطي هذا المعنى، أي تميز مع عدم الانفصال أو الاستقلال. لأنه بما أن الله لا شبيه له بين كل الكائنات ، وبما أن لغات البشر إنما تصف الكائنات المحدودة، فلا توجد فيها كلمة تعطينا وصفاً للذات الإلهية بحسب الإعلان الإلهي. وبهذه المناسبة أقول أنه لا يجوز بالمرة تشبيه الله الواحد من جهة أقانيمه الثلاثة بتشبيهات من الكائنات كالشمس وغيرها لأن كل الكائنات محدودة ومركبة، والله غير محـدود ولا تركيب فيه وقد استعمـلت بعض اللغات كالإنجليـزية كلمـة "شخص" للتعبير عن الأقنــوم ولكن كل شخص كائن مركب والله لا تركيــب فيه، والأشخاص المتميزون منفصلون، ومهما تماثلوا لا يمكن أن يتعادلوا تماماً أو يتّحدوا.

أما كلمة أقانيم فتعني شخصيات متميزة، ولكن متحدة (بغير امتزاج) وهم ذات واحدة. وربما تكون أقرب كلمة عربية لمدلول الأقانيم هي كلمة "تعينات".


هل هذا معقول؟


تبدو هذه الحقيقة معقدة فعلاً وصعبة الاستيعاب، ولكن أليس هذا دليلاً واضحاً على صحتها وعلى أن الله نفسه هو الذي أعلن ذاته بها؟ لأن الإنسان إذا أراد أن يزيف إيماناً أو يصنعه فإنما يصنعه وفق الفطـرة البشرية وفي مستوى العقـل ليسهـل قبـوله واستيعابه. أما إذا كان الأمر خاصاً بحقيقة الله غير المحدود فلا بد أن يكون الإعلان كبيراً فوق الفهم الطبيعي، وأسمى من العقل ولكن لا يتعارض معه، ليكون المجال لقبول الإعلان الإلهي، للإيمان ولنور الله في القلب كما يقول الكتاب المقدس أن "الإنسان الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ (أي في ما لروح الله) رُوحِيّاً"(1كورنثوس 2: 14).


فالإيمان بإعلان الله عن ذاته ثالوثاً، وإن كان يبدو صعباً، ولكنه معقول، بل هو المعقول لأننا سبق أن رأينا أن الوحدانية المطلقة لا تليق بالله لأنها تقتضي تنـزيهه عن الصفات والعلاقات. ولكن بما أن الله ذات فهو يتصف بصفات وله علاقات. ولكن بما أنه وحده الأزلي فلم يكن غيره في الأزل ليمارس معه الصفات والعلاقات.

وبناء عليه تكون صفاته وعلاقاته عاطلة في الأزل ثم صارت عاملة بعد خلق الكائنات، وحاشا أن يكون الأمر كذلك لأن الله منـزه عن التغير، وهو مكتف بذاته، مستغن عن مخلوقاته. إذن لابد أن الله كان يمارس علاقاته وصفاته في الأزل مع ذاته لأن لا شريك له لا تركيب فيه. ولا بد في هذه الحالة من الاعتراف بأن وحدانيته جامعة، أي جامعة لتعينات الذات الواحدة، لأن من لا تعين له لا وجود له.

ولا تناقص بين الوحدانية والتعينات لأن الله واحد في جوهره وجامع في تعيناته، لأنه يمارس صفاته وعلاقاته مع ذاته بالفعل منذ الأزل، مع تعيناته وليس مع صفاته لأن الصفات معان، وليست تعينات عاقلة يمكن التعامل معها. فلا يقال مثلاً أن الله كان في الأزل يكلم صفاته ويسمعها ويبصرها ويحبها، أو أن صفاته كانت تكلمه وتبصره وتحبه ولكن نقرأ في الكتاب المقدس أن الابن يحب الآب، والآب يحب الابن قبل إنشاء العالم، والروح القدس هو "روح المحبة". وكانت هناك مشورة في الأزل بين الأقانيم الثلاثة.

ولابد من الإقرار بتعينات الله وإلا جعلناه جوهراً غامضاً لا يمكن الاتصال به أو معرفة شيء عنه بينما يتفق الجميع على أنه تكلم مع موسى ومع إبراهيم وأظهر ذاته للأنبياء. ووجود التعينات في الله لا يمس وحدانيته كما قلنا لأن التعينات هم ذات الله وليسوا أجزاء من ذاته، حاشا. بل ذات واحدة، جوهر واحد، لاهوت واحد.

لاشك أن هذه الحقيقة فوق الإدراك البشرى لأنه لا شبيه لهذه الوحدانية في الكائنات المنظورة ولكن هذه الحقيقة لا تتعارض مع العقل بل هي معقولة. وقد شهد بمعقوليتها كثيرون من الفلاسفة الموحدين الذين تعمقوا في البحث.
أراء بعض الفلاسفة الموحدين في نوع وحدانية الله، وفي الأقانيم :




قال الإمام الغزالي في كتابه "الرد الجميل" المشار إليه في كتاب "تاريخ الفلسفة في الإسلام" صفحة 196 : "يعتقد النصارى أن ذات الباري واحدة في الجوهر، ولها اعتبارات. والحاصل من هذا التعبير الاصطلاحي أن الذات الإلهية عندهم واحدة في الجوهر وإن تكن منعوتة بصفات الأقانيم".



وقال الشيخ أبو الخير الطيب في كتابه "أصول الدين" صفحة 153: "أقوال علماء النصارى تشهد بتوحيدهم، لأنهم يقولون أن الباري تعالى جوهر واحد موصوف بالكمال، وله ثلاث خواص ذاتية كشف المسيح النقاب عنها وهي: الآب والابن والروح القدس. ويريدون بالجوهر هنا ما قام بنفسه مستغنياً عن الظروف".


هاتان الشهادتان عن الإيمان المسيحي قريبتان من الصحة. غير أنهما قالا عن الأقانيم أنهم "اعتبارات" أو "صفات"وهذا نقلوه عن بعض فلاسفة المسيحيين دون الرجوع إلى الكتاب المقدس.


وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتابه "الطمس في القواعد الخمس". "وإذا أمعنا النظر في قول النصارى أن الله جوهر واحد وثلاثة أقانيم لا نجد بينهم وبيننا اختلافاً إلا في اللفظ فقط. فهم يقولون أنه جوهر ولكن ليس كالجواهر المخلوقة ويريدون بذلك أنه قائم بذاته، والمعنى صحيح ولكن العبارة فاسدة".


ولكن الواقع أنه لا فساد في العبارة، فقد شهد كثيرون من العلماء والفلاسفة أنه يمكن إطلاق كلمة "جوهر" على الله. فقد قال مثلاً الإمام جعفر بن محمد الأشعبي: "يتعين أن يكون الله جوهراً، أو جوهراً مع سلامة المعنى". وقد جاءت كلمة "جوهر" مرة واحدة في الكتاب المقدس عن المسيح "الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ" (عبرانيين 1: 3).


وجاء في كتاب العقائد النسفية صفحة 162 "لا مخالف في مسألة توحيد واجب الوجود إلا الثنوية (أي الذين يعتقدون بإلهين: واحد للخير وآخر للشر) دون النصارى" أي أن النصارى موحِّدون.


وقال ابن سينا "الله علم وعالم ومعلوم، وعقل وعاقل ومعقول، ومحبة ومحب ومحبوب". وجاء في مجلة كلية الآداب الصادرة في مايو سنة 1934، وفي كتاب نصوص الحكم للفيلسوف محيي الدين العربي (صفحات 133، 134، 225، 226) ما يأتي "إن أول صورة تعينت فيها الذات الإلهية كانت ثلاثية، وذلك لأن التعيين كان في صورة العلم حيث: العلم والعالم والمعلوم حقيقة واحدة. كما أن أول حضرة إلهية ظهر فيها الله كانت ثلاثية لأنها حضرة الذات الإلهية المتصفة بجميع الأسماء والصفات. فضلاً عن ذلك فإن عملية الخلق نفسها تقتضي وجود الذات الإلهية، والإرادة، والقول: "كن". فالتثليث هو إذن المحور الذي تدور حوله رحى الوجود وهو الشرط الأساسي في تحقيق الإيجاد. والخلق".


وقد أنشد الفيلسوف محيي الدين العربي في حب الله قائلاً:

"تثليث محبوبي وقد كان واحداً كما صير الأقنام بالذات أقنما"
ولا يقصد هذا الفيلسوف بهذا الشعر وبأقواله السابقة أن يؤيد العقيدة المسيحية لأنه كان من المسلمين المتمسكيـن، ولكنه أراد أن يعلن أن الله كان يظـهر دائما في ثالوث هـو "العلم والعالم والمعلوم ". أو "الذات والإرادة والكلمة". ويقصد أن مجرد اتصاف الله بصفات وقيامه بأعمال دليل على أنه تعالى ليس أقنوماً واحداً بل أقانيم.


وقال نفس هذا الفيلسوف "إن الله هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وعين ما ظهر وعين ما بطن فالأمر حيرة في حيرة. واحد في كثرة، وكثرة مردها إلى واحد ".


وقال ابن الفارض "الحمد لله الذي تجلى بذاته، فأظهر حقائق أسمائه وصفاته، فجعلها أعيانا ثابتة وحقائق عينية".


وقال الشيخ البيجوري "الحاصل أن الوحدانية الشاملة هي وحدانية الذات، ووحدانية الصفات، ووحدانية الأفعال".


وقال صاحب التحقيق "أرى الكثرة في الواحد. وإن اختلفت حقائقها وكثرت فإنها عين واحدة. فهذه كثرة معقولة في واحد العين".


وقال الإمام الغزالي "من ذهب إلى أن الله لا يعقل نفسه إنما خاف من لزوم الكثرة". ثم قال "إن كان عقل الله ذاته فيرجع الكل إلى ذاته فلا كثرة إذن. وإن كانت هذه كثرة فهي موجودة في الأول"(أي أنها أصلية في الله أزلاً).


وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في شرحه لاعتقاد المسيحييـن فـي ذات الله (كتاب الله صفحة 171) "إن الأقانيم جوهر واحد. وإن "الكلمة " و"الآب" وجود واحد، وإنك حين تقول "الآب" لا تدل عن ذات منفصلة عن "الابن" لأنه لا انفصال ولا تركيب في الذات الإلهية".
عقيدة الثالوث ليست مقتبسة من الوثنية




يقول البعض، إما عن عدم درس وفهم أو عن سوء نية بغرض التضليل، يقولون أن عقيدة الثالوث كانت موجودة عند الوثنيين في الهند، وكانوا يطلقون على إلههم المثلث: براهما، وفشنو، وسيفا ويقولون أن البوذيين كانوا يعتقدون أن بوذا ذو ثلاثة أقانيم: الأول والوسط والآخر. وأن قدماء المصريين كانوا يعتقدون بآلهة ثلاثية: الأولى أمون، وكونس، وموت. والثانية: أوزيريس، وايزيس، وحورس. والثالثة: خنوم، وساتيت، وعنقت. وأن الأول من كل مجموعة هو الآب والثاني هو الابن والثالث هو الروح القدس كما هو الحال عند المسيحيين. ويقولون أن البابليين والفرس والصينيين كانوا يعتنقون مثل هذه العقيدة.


والواقع أن كل هذه الأقوال هراء في هراء وليس لها أي نصيب من الصحة. وهي تقال لتضليل غير الدارسين. ولكن بالدرس الدقيق لتلك الديانات يتضح أن براهما وفشنو وسيفا عند الهنود ثلاثة آلهة مختلفون عن بعضهم تماماً. أما بوذا فكان رجلاً عادياً عاش في الهند حوالي سنة 500 قبل الميلاد وكانت له تعاليم معينة. أما آلهة المصريين فهي لا تنص على أن كل مجموعة من آلهتهم إله واحد بل ثلاثة آلهة مختلفون عن بعضهم تماماً فكانوا يمثلون أمون برجل وكونس (أوخنسو) بالقمر، وموت بأنثى النسر. وأوزيريس برجل، وايزيس بامرأة، وحورس بالصقر، وخنوم بالكبش، وساتيت بامرأة هي زوجته الأولى، وعنقت زوجته الثانية. ولا مجال هنا للكلام عن الأوثان الأخرى عند البابليين والفرس وغيرهم.


فأي افتراء متعمد بجهل تتضمنه أقوال أولئك المعترضين! ويكفى هنا أن نثبت بطلان هذه الأقوال من الوجهة التاريخية باقتباس أقوال الأستاذ عباس محمود العقـاد في كتـاب "الله" صفحات 149إلى 154 ونلخصها فيما يلي: "فكرة الله في المسيحية لا تشبهها فكرة أخرى من ديانات ذلك العصر الكتابية أو غير الكتابية. وروح المسيحية في إدراك فكرة الله هي روح متناسقة تشف عن جوهر واحد، ولا يشبهه إدراك فكرة الله في عبادة من العبادات الوثنية. فالإيمان بالله على تلك الصفة فتح جديد لرسالة السيد المسيح لم يسبقه إليها في اجتماع مقوماتها برسول من الكتابيين ولا غير الكتابيين. ولم تكن أجزاء مقتبسة من هنا أو هناك، بل كانت كلاماً متجانساً من وحي واحد وطبيعة واحدة ".



تميز الأقانيم


أقانيم اللاهوت الثلاثة متحدون في الجوهر واللاهوت، ولكل أقنوم كامل صفات اللاهوت، أي أزلي وأبدي وغير محدود كلي القدرة والعلم والسلطان والقداسة. ولكن الأقانيم متميـزون، أي أن لكل أقنوم بعـض أعمال خاصة لا نستطيـع أن ننسبها إلى الأقنومين الآخرين. فهناك تميز واتحاد ولكن ليس هناك امتزاج أي لا نستطيع أن نقول أن الابن هو الآب ولا الآب هو الابن، مع أن الابن والآب واحد.


وواضح جداً من الكتاب أن أقنوم الابن هو الذي جاء إلى العالم متجسداً مرسلاً من الآب ليتم عمل الفداء بموته الكفاري على الصليب، فمكتوب "فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا"(1يوحنا4: 10). و "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأبديةُ" (يوحنا 3: 16). "وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ" (غلاطية 4: 4). والابن يقول "خَرَجْـتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إلى الْعَالَمِ وَأيضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إلى الآبِ" (يوحنا 16: 28). فالآب هو الذي أرسل الابن، وهو الذي بذله لأجلنا وهو الذي قدمه كفارة عن خطايانا. والابن هو الذي خرج من عند الآب، وهـو الذي جاء إلى هذا العالـم مولودا من عذراء، وهو الذي مات على الصليب حاملا قصاص خطايانا. ولا نستطيع أن ننسب إلى الابن ما اختص به الآب. ولا ننسب إلى الآب ما اختص به الابن فنقول مثلاً أن الآب تجسد وأتى إلى العالم مولوداً ومات على الصليب. هذا خطأ محض لأن الذي تجسد هو أقنوم الابن فقط. ولا يجوز أن نقع في هذا الخلط في الكلام أو في الصلاة، ولو عن طريق السهو.


والروح القدس جاء إلى العالم في يوم الخمسين مرسلاً من الآب والابن، جاء بلاهوته غير متجسد ليشهد للابن وليسكن في جميع المؤمنين بعد أن ولدهم ولادة ثانية في كل الأجيال وفي كل مكان في العالم وهذا دليل على لاهوته غير المحدود الذي لا يتحيز بمكان أو زمان.


ومن اختصاص الابن أيضاً أن يدين الأشرار، الأحياء والأموات لأنه هو الذي أكمل الفداء على الصليب. ومما يبين هذا التميز بوضوح قول الوحي "الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن لكي يكرم الجمـيع الابن كما يكرمـون الآب"(يوحنا 5: 22).


ومن سخف القول أن هذا التميز يعني انقساماً أو تجزيئاً في اللاهوت وسبق أن أوضحنا الرد على هذا الاعتراض لأن اللاهوت واحد غير محدود لا يدرك ولا ينقسم لأنه لا تركيب فيه. ولكن التميز هو في الأقانيم أو تعينات الله المتحدة في الجوهر بغير انقسام أو امتزاج.


ومن سخف القول أيضاً أنه إذا كان الله قد تجسد ونزل من السماء إلى هذا العالم فهل كانت السماء خالية في مدة التجسد؟ ومن الذي كان يدير الكون في تلك المدة؟ والخطأ كله يرجع إلى تطبيق ما للكائنات المحدودة التي تقع تحت حِسِّنا وبصرنا على الله غير المحدود الذي لا يتحيز بمكان أو زمان من الأزل وإلى الأبد، وبتطبيق أقيسة المحدود على الله غير المحدود.

تم بمعونة القدير الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد آمين