سلام المسيح معكم ومرحبا بكم

سلام رب المجد يسوع المسيح فليكون معكم امين

اهلا ومرحبا بكم فى مدونة الطريق الحقيقى المدونة الرسمية لجروب الطريق الحقيقى على الفيس بوك

2010-06-08

انتهاء عهد الحروب في العهد الجديد

أولاً : قبل أن نتكلم عن الحروب في العهد القديم والفرق بينها وبين الحروب في الإسلام ينبغي أولاً أن نوضح نقطة جوهرية وهى انتهاء عهد الحروب في العهد الجديد (أي بعد مجيء السيد المسيح)



(أولاً) ولكي نوضح هذا الأمر نعطى مثالاً لذلك وهو:


لو هناك مثلاً عالم رياضيات هل يستطيع أحد أن يقول له، أنت لا تعرف واحد + واحد يساوى كام، والدليل على ذلك ما ورد في سجل حياتك الشخصية أنك كنت تدرس في السنين الأولى لدراستك هذا الأمر، وقال المدرس الفلاني انه كان يعلمك هذا الأمر،

بالتأكيد أن من يعاير عالم الرياضيات بهذا الأمر راجع لقلة في الفهم وضعف فى التفكير؟

ولكن لماذا؟!

لأن عالم الرياضيات من الوضع الطبيعي له أن يضطر لدراسة هذه المناهج لكي يصل إلى ما هو فيه من العلم، ولكنه بعد تخرجه من الدراسات العليا أصبحت معرفته أكمل، وأشمل، و فوق مستوى هذه المعرفة البسيطة، ولا يستطيع أحد أن يعيره بعدم المعرفة، لأنه اضطر يوماً لدراسة واحد + واحد يساوى 2

تطبيق المثل : في العهد القديم كان هناك حروب فعلاً، أما الآن في عهد النعمة عهد الكمال (العهد الجديد) انتهت مسألة الحروب هذه، وأصبحنا غير مطالبين بإقامة حرب مع أي أحد، و قد أعطانا الله المحب روح المحبة التي بها نحب كل الناس، حتي أعدائنا، وطبعاً إن كنت تحب أعدائك فأنك لم ولن تحاربهم

" وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " (مت 5 : 44)

«لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ " (لو 6 : 27)

" بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً و َتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ " (لو 6 : 35)

(مت 5: 38) "سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا"

(مت 5: 21و22) "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم"

(لقد كان السامرين واليهود أعداء، وكان أقصى حد للتحقير بإنسان أن يوصف بأنه سامري، لذلك قال اليهود للمسيح له المجد : " «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟» (يو 8 : 48))

وقد أعطى السيد المسيح مثلاً رائعاً عن كيفية معاملة الأعداء، قائلاً في مثل السامري الصالح



30- فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا (يهودي) فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ.















31- فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 32- وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 33- وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً (عدواً له) مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ. 34- فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. 35- وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. 36- فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟». 37- فَقَالَ: «?لَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «?ذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا». لو10

(ثانياً) العهد الجديد فهو عهد النعمة

عهد عمل الله مع هذه الشعوب، إذ فتح الله باب الإيمان والتوبة أمام هذه الشعوب، بدل هلاكهم، وذلك كما قال بولس الرسول للأمم : " وَأَمَّا الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللهَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللهِ " (غل 4 : 9)

فجعل الله شعب اليهود وشعوب الأمم شعباً واحداً له، حسب قول السيد المسيح : " لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا " أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي " (يو 17 : 21)

" أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي "(يو 17 : 23)

" وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الْحَظِيرَةِ يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ " (يو 10 : 16)



(ثالثاُ) والسيد المسيح قد نهى عن استخدام السيف


حتى لو عن طريق الدفاع عن النفس، فالسيد المسيح حينما جاء اليهود ليقبضوا عليه وأراد بطرس الرسول أن يدافع عنه خاطبه قائلً «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! (مت 26 : 52)

وقيل في سفر الرؤيا :: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْياً فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ بِالسَّيْفِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسَّيْفِ. هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ (رؤ 13 : 10)



(رابعاً) في العهد الجديد تحولت الحرب من حرب مادية إلى حرب روحية


، قال عنها بولس الرسول : " فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، (يعني ليست حرباً مادية) بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ " (اف 6 : 12)





اضافة اخرى على الموضوع

لماذا يأمر الله شعبه بأن يحارب شعوباً بل و ينصره على هذه الشعوب و يجعله يقتل منهم و يبدد...هل هذا دفاع عن النفس أو عن الدين أو المعتقدات؟
و لماذا أيضاً يسمح لشعبه بالهزيمة في بعض الحروب .. و لماذا يسمح لشعبه بالخراب السياسي كما في أيام القضاة و أيضاً في السبي؟

كثيراً ما تسأل هذه الأسئلة و لا يجد لها البعض إجابة .. و لكن كلمة الله تجيب عن نفسها دون أن تنتظر من أحد رداً .. و لكنها ترد لمن يريد أن يعرف الرد بأمانة

في الحقيقة إن الله كان يتعامل مع شعوب الأرض أيضاً (الأمم) و ليس فقط مع إسرائيل .. فالله قدوس يكره و يبغض الشر و شعوب الأرض اختارت الأوثان و بعدت عن الله الحقيقي , و نحن نعلم من خلال كلمة الله إن عيني الله أطهر من أن تنظرا الشر , فكان كل شر يفعله إنسان أو مدينة أو بلد كان الله يوقع عليها قضاءً بسببه , و كان الله حسب رحمته الكثيرة أيضاً يمهل الشعوب مراراً كثيرة حتى يتوبوا و لكنهم لم يريدوا , فكان يجلب عليهم القصاء

و هذا القضاء أحيانأ ما يكون بشكل مباشر تماماً من الله , كما حدث في الطوفان , ثم في سدوم و عمورة ..... و قد يحدث من خلال شعب الله (إسرائيل)(أو غير إسرايل) في الحروب التي يسئ فهمها البعض مدعين أن إله العهد القديم إله دماء و متغاضين عن قداسته التي لا تطيق شر الإنسان

و أقدم بعض الآيات التي تؤكد على هذا من كلمة الله

فمثلاً في قضاء الله على الشعوب التي أهانته بشرورها
Amos 1:3 هكذا قال الرب. من اجل ذنوب دمشق الثلاثة والاربعة لا ارجع عنه لانهم داسوا جلعاد بنوارج من حديد.

فنرى على الأقل نقطتين واضحتين في الآية التي تتكرر كثيراً في سفر عاموس على الكثير من الشعوب
النقطة الأولى هو رحمة الله و إمهاله فهو يصبر مرة و اثنتين و يتعامل مع الشعب حتى يتوب فيرحمه و هذا نراه واضحاً في سفر يونان

Jonah 3:4 فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى
Jonah 3:5 فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم.
Jonah 3:6 وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد
...
Jonah 3:10 فلما رأى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه

و الشر في هذه الآية تعني القضاء فالله لا يسر بالقضاء و لكن بالرحمة

النقطة الثانية التي نراها في قضاء الله على دمشق في نبوة عاموس أن الله إن لم يتوب الشعب سوف يرسل قضاءه على الشعب

و هذه هي الحروب التي يسئ فهمها الكثيرين للأسف
و ما يؤكد ذلك على الأقل ثلاثة نقط

النقطة الأولى أن الله لم يدين شعوب الأرض فقط و لكنه دان أيضاً إسرائيل شعبه بسبب خطيتهم و هذا قد حدث مراراً في العهد القديم منذ بداية هذا الشعب فقد أبيد من هذا الشعب كثيرين في زمن موسى بسبب تذمرهم و أهلكتهم الحيات .. ثم في عهد القضاة سمح الله بالحروب على شعبه و استعبادهم بسبب خطاياهم الكثيرة و ميلهم وراء آلهة أخرى , ثم نرى في السبي كيف قضى الله على شعبه بسبي أشوري لاسرائيل ثم بسبي بابلي ليهوذا عقاباً للشعب
حتى نرى القضاء الرهيب عليهم برفض أمة إسرائيل و خراب أورشليم و تبدد شعب إسرائيل بين الشعوب بسبب رفضهم للمسيح

النقطة الثانية أن الله يتعامل بالنعمة و يخلص بالنعمة منذ قديم الزمان و نحن بالفعل في زمن هو زمن النعمة آلان و لكن الكتاب المقدس الذي ينبأنا بالنعمة التي لنا ينبأنا أيضاً بأن هناك ما هو بعد زمن صبر المسيح و تمهله , ألا و هو غضب المسيح فبعد اختطاف المؤمنين بالمسيح سيوقع الله قضاءً رهيباً على الأرض كلها و هي فترة الضيقة و من بعدها دينونة المسيح لكل الأرض و قد تنبأ المسيح عن الدينونة على الشعوب أيضاً
Luke 10:15 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية.

Matt 10:14 ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة وانفضوا غبار ارجلكم.
Matt 10:15 الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة

فإله العهد القديم هو إله العهد الجديد لم يتغير فهو إله قدوس يكره الشر كما أنه رحيم حيث يرسل للشعوب تحذيرات كثيرة و ينتظر توبتهم و هو كما قلت لا يسر بالقضاء و لكنه يسر برحمته للشعوب التائبة
Jas 2:13 والرحمة تفتخر على الحكم
فالرحمة عند الله تفتخر على الحكم

النقطة الثالثة و الأخيرة في الأدلة على دينونة الله للشعوب التي لا تقبله هي أن المسيح الحمل المذبوح الذي بذل نفسه لأجل الخطايا هو بذاته المسيح الديان العادل الذي سيدين الأحياء و الأموات و يوقع القضاء بنفسه على كل من لم يقبل عمله على الصليب و يقبله مخلصاً شخصياً لحياته
Acts 17:30 فالله الآن يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل.
Acts 17:31 لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات

فنرى في الآية أن الله يأمر الجميع أن يتوبوا (و أنت عزيزي القارئ واحد منهم) و قدم للجميع إيماناً بالمسيح الذي حمل خطايانا فوق الصليب في جسده و قام من الأموات و صعد و سيأتي مرة ثانية ليدين العالم و الخطاة الذين لم يقبلوا عمله على الصليب و لم يقبلوه في حياتهم مخلصاً شخصياً و لم يستفيدوا من عمله الكفاري على الصليب
و سيأتي مرة أخرى للدينونة

John 3:18 الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.

John 3:36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله

فهذه هي سياسة الله و تعاملاته فهو يقدم الإمهال و الفرصة للتوبة على أساس عمل المسيح فمن يرفض فقد حكم على نفسه بالدينونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق